رفعه إلى 38 جنيهاً ليصل الدين العام إلى أكثر من 100٪ من الناتج المحلي الإجمالي

قال بنك ستاندرد تشارترد إنه على الرغم من تدهور الوضع الخارجي لمصر، إلا أن لديها سيولة كافية للوفاء بالتزاماتها خلال 12 إلى 18 شهرًا القادمة، وأن المقرضين الرسميين لا يزالون داعمين للغاية.

وأشار إلى أن احتياجات مصر من التمويل الخارجي لا تزال تشكل تحديات، وأن التقدم البطيء في جذب التدفقات بعيدًا عن الديون يثير قلق المستثمرين.

وأضاف في تقرير حديث أن احتياجات إعادة التمويل كبيرة بنحو 25 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة، بما في ذلك 10.3 مليار دولار لصندوق النقد الدولي، و 6.2 مليار دولار من سندات اليوروبوند يتم دفعها على مدى العامين الماليين المقبلين.

أثارت هذه التحديات التمويلية قلق المستثمرين ووكالات التصنيف الائتماني، التي خفضت تصنيف البلاد خلال الشهرين الماضيين.

أدى خروج رأس المال الأجنبي من الحساب المالي والرأسمالي إلى تدهور مركز مصر الخارجي، وحد من مكاسب التحسن في الحساب الجاري نتيجة انكماش الواردات، وتعافي إيرادات السياحة، وزيادة موارد مصر. قناة السويس.

وأشار إلى أن مصر سجلت فائضا في حسابها الجاري خلال الربع الثاني من العام المالي الجاري، بلغ 0.4٪ من الناتج المحلي، مقابل عجز قدره 0.9٪ من الناتج المحلي في الربع الأول. وشكل صافي الأصول الأجنبية عجزا قدره 24.5 مليار دولار في مارس، مقارنة بفائض قدره 2.4 مليار دولار في ديسمبر 2022.

وقال إن تحفيز التدفقات غير الدين هو مفتاح تعافي الاقتصاد المصري في ظل صعوبة عودة تدفقات الديون.

ومع ذلك، أشار إلى أن التقدم في مبيعات الأصول وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاعات الإنتاجية بطيء، وأن الحكومة بحاجة إلى تسريع برنامج الطرح، ليس فقط للحصول على التمويل وإبطاء تآكل الاحتياطيات الأجنبية، ولكن أيضًا لإقناع الدولية. وأكد صندوق النقد أن مصر ملتزمة بالإصلاحات وتقليص دور الدولة في الاقتصاد.

وقال إن التحديات التي تواجه مصر في خدمة ديونها تتزايد رغم التزام مصر بالانضباط المالي، وتحقيق فوائض أولية خلال السنوات الخمس الماضية، واستهداف زيادة الفائض إلى 2.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي.

لكن ارتفاع تكاليف الفائدة يقوض المكاسب من الزيادة الأولية في الفائض.

وأشار إلى أن مزيجاً من التضخم المرتفع، وانخفاض قيمة العملة، وارتفاع الفائدة عالمياً، وزيادة علاوة المخاطرة أثر على مصر بشدة، وأدى إلى زيادة تكلفة الفوائد على الإيرادات بأكثر من 50٪ في العامين الماليين الحالي والمقبل.

وأشار إلى أن انخفاض قيمة الجنيه أدى إلى زيادة أعباء الديون، ليصعد إلى نحو 91.6٪ من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية يونيو 2022، بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي، وفي ضوء وكون ثلث الديون مقومة بالعملة الأجنبية، فإن تراجع الجنيه إلى مستوى 38 جنيها للدولار، وكذلك سعر السوق السوداء، يكفي لرفع الدين. إلى أكثر من 100٪ من الإنتاج بحلول يونيو 2023.

وقال البنك إن هناك حاجة لمزيد من التصحيح لسعر الصرف والفائدة، وعلى الرغم من ذلك، فإن المكاسب من تخفيض جديد لقيمة العملة من حيث الميزان الاقتصادي والتجاري تكون أقل وضوحًا، ما لم تساعد في جذب التدفقات الأجنبية. الاستثمار المباشر من دول الخليج.

وأشار إلى أنه من غير الواضح إلى أي مدى يمكن أن يدعم تخفيض قيمة الجنيه تدفق الأموال الساخنة، في ضوء الخلفية الهشة للظروف العالمية وعائدات السندات الدولية القياسية.

وقال إنه على الرغم من ارتفاع عائدات أذون الخزانة إلى مستويات جذابة، فإن ميزان المخاطر والعوائد لا يقدم دعما في ظل العوائد الحقيقية السلبية في ظل ارتفاع التضخم.

وفقًا لمحللي البنك، ينتظر المستثمرون وشركات التصنيف التقدم فيما يتعلق بة صندوق النقد، وما إذا كان سيؤدي إلى الوصول إلى تمويل إضافي من خلال صندوق الصلابة والمرونة.

وقالوا إنه على الرغم من أن تعليقات صندوق النقد الدولي على الاقتصاد المصري كانت بناءة، فقد تأخرت ة بالتزامن مع التقدم الضعيف في تدفقات مبيعات الأصول والتدفقات من المقرضين الثنائيين في الخليج.

وتوقعوا أن تكون السياسة النقدية لمصر وسعر الصرف نقطة خلاف مع الصندوق، وتوقعوا أن يكون هناك تقدم في ملف بيع الأصول ومتطلبات الصندوق الأخرى خلال الأشهر المقبلة، وأن المجلس التنفيذي سيوافق صندوق النقد على ة الأولى قبل نهاية الربع الثالث من عام 2023.

وقال التقرير إن تثبيت أسعار الفائدة في الاجتماع الأخير للجنة السياسة النقدية قد يكون مؤشرا على تأخير تخفيض قيمة الجنيه، والتحول إلى سعر صرف مرن، مما قد يؤدي إلى مزيد من التأخير في ة صندوق النقد.

وحذر من أنه إذا خفضت وكالة موديز تصنيف مصر إلى CCC، فقد يجبر ذلك بعض المستثمرين على بيع سندات مصر الدولية، لأنهم غير مصرح لهم بامتلاك أوراق مالية لكيانات بهذا التصنيف.