سبب كثرة الموت في شهر شعبان ، يعتبر الموت من الأشياء التي سوف تقابل جميع المخلوقات الحية، فالموت سنة الحياة، ولا أحد يدري موعد موته إلا الله سبحانه وتعالى، فهو أجلٌ مكتوب، وكلنا ننتظر موتنا، وتزداد الأسئلة عبر محركات البحث عن أن شهر شعبان شهر يكثر فيه الأموات، هل هذا صحيح، سوف نقوم في هذا المقال بالحديث بشكل مفصل حول هذا الأمر.

سبب كثرة الموت في شهر شعبان

الأقاويل التي تقول أن الموت يزداد في شهر شعبان لا صحة لها، ولا إثبات لها، فالله عز وجل هو من خلق الأرواح وهو من كتب موعد أجلها ولا أحد يعلم موعد أجله، ولم يخصص أو يذكر الله عن شهر أو فترة يكثر فيها الكوت، وكذلك شهر شعبان فلا صحة لما يتم تداوله على أنه شهر يكثر فيه الموت، وينبغي على المؤمنين بالله عدم التصديق لمثل تلك الأقاويل التي لا أساس لها من الصحة، ولا يصدقها عقل بشري مؤمن بالله، وقال القاضي أبو بكر بن عربي رحمه الله: “وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يُعوَّلُ عليه، لا في فضلها، ولا في نسخ الآجال فيها، فلا تلتفتوا إليها”.

إقرأ أيضاً: هل يجوز صيام 14 و15 فقط من شهر شعبان 

فضل شهر شعبان

شهر شعبان هو واحد من اشلهور الهجرية، وهو الشهر الثامن بترتيب الشهور الهجرية، ويأتي هذا الشهر بين شهر رجب وشهر رمضان، فهو يأتي بعد رجل وقبل رمضان، ويعتبر شهر شعبان من أحب وأفضل الشهور عند رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام، وينتظره المسلمين لاستقبال شهر رمضان فيه، وهناك عدة أحاديث وردت عن فضل شهر شعبان، منها ما يلي:

  • رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
  • عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (لم يكنِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصومُ شهراً أكثرَ من شَعبانَ، فإنه كان يصومُ شعبانَ كلَّه).
  • قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ذاك شهرٌ يغفَلُ النَّاسُ عنه بين رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين وأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ).
  • يقول ابن رجب رحمه الله: (إِنَّ صِيَامَ شَعْبَانَ كَالتَّمْرِينِ عَلَى صِيَامِ رَمَضَانَ لِئَلاَّ يَدْخُلَ فِي صَوْمِ رَمَضَانَ عَلَى مَشَقَّةِ وَكُلْفَةٍ، بَلْ قَدْ تَمَرَّنَ عَلَى الصِّيَامِ وَاعْتَادَهُ، وَوَجَدَ بِصِيَامِ شَعْبَانَ قَبْلَهُ حَلاَوَةَ الصِّيَامِ وَلَذَّتَهُ، فَيَدْخُلُ فِي صِيَامِ رَمَضَانَ بِقُوَّةٍ وَنَشَاطٍ، وَلَمَّا كَانَ شَعْبَانُ كَالْمُقَدِّمَةِ لِرَمَضَانَ شُرِعَ فِيهِ مَا يُشْرَعُ فِي رَمَضَانَ مِنَ الصِّيَامِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ؛ لِيَحْصُلَ التَّأَهُّبُ لِتَلَقِّي رَمَضَانَ، وَتَرْتَاضُ النُّفُوسُ بِذَلِكَ عَلَى طَاعَةِ الرَّحْمَنِ).

قمنا في هذا المقال بالحديث حول سبب كثرة الموت في شهر شعبان، وتحدثنا حول فضل شهر شعبان.