من احمد حجاجي

الكويت (رويترز) – قال بنك الدم الكويتي في أحد إعلاناته الترويجية “ليس عليك الحصول على شهادة في الطب لإنقاذ حياة شخص ما، فقط درجة صغيرة من الإنسانية. تبرع بالدم لإنقاذ الأرواح”.

أثار فرض وزارة الصحة الكويتية رسومًا على المرضى المقيمين مقابل صرف أكياس الدم ومشتقاته جدلاً في المجتمع، فيما قال مراقبون إن ذلك سيزيد من آلام المرضى الوافدين، خاصة ذوي الدخل المحدود.

وبحسب القرار، الذي نُشر في الجريدة الرسمية، الأحد، تبلغ رسوم نقل الدم ومشتقاته 20 ديناراً (65.30 دولاراً) للكيس الواحد للمقيمين في نظام التأمين الصحي، ومرتين هذا المبلغ لغير المسجلين. تلك. كما فرض القرار رسومًا على التحاليل المتعلقة بعمليات نقل الدم.

وبحسب الهيئة العامة للمعلومات المدنية، يبلغ عدد الوافدين 3.2 مليون، أي أكثر من ثلثي سكان الكويت البالغ عددهم 4.7 مليون نسمة.

وقالت وزارة الصحة إن هذه الخطوة تأتي “في إطار الحفاظ على المخزون الاستراتيجي الوطني من الدم ومشتقاته”.

وأوضحت في بيان لها أن الرسوم لا تشمل المرضى الكويتيين والحالات الطارئة والحرجة ومرضى السرطان والأطفال غير الكويتيين وحالات إنسانية أخرى، مشيرة إلى أن المريض معفي من رسوم حال وجود متبرع له.

وزادت الوزارة رسوم فحص وصرف الأدوية للوافدين بنسبة 250 بالمائة في مراكز الرعاية الصحية الأولية المعروفة باسم المستوصفات، وبنسبة 100 بالمائة في المستشفيات في ديسمبر، بعد اندلاع مشكلة نقص الأدوية وتصاعد خطاب النواب. تجاه الحكومة.

ووصفت الحركة التقدمية الكويتية اليسارية قرار فرض رسوم على عمليات نقل الدم بأنه تعسفي وسوء التصور ويمثل “إفلاسًا أخلاقيًا للقائمين على إدارة القطاع الصحي وتهربًا غير مقبول من الالتزام بقواعد أخلاقيات مهنة الطب”.

وأشار بيان التيار التقدمي إلى ما وصفه بـ “عدم قدرة الدولة على اتخاذ قرارات إصلاحية لتنويع مصادر الدخل، حيث تتجه لاستهداف جيوب المواطنين والمقيمين ذوي الدخل المحدود”.

سعت الكويت منذ سنوات إلى تنويع مصادر الدخل، لكن خططها في هذا الصدد لم تحقق نجاحًا كبيرًا.

ولم يرد متحدث باسم وزارة الصحة على طلب رويترز للتعليق.

وقال احمد الدين عضو المكتب السياسي للتيار التقدمي لرويترز ان هذا القرار “يضر اكثر مما ينفع” وسيؤدي الى استنفاد فئات الدخل المحدود من المغتربين في قضية حيوية دون حل قضية الإنفاق الصحي للحكومة.

وأشار الدين إلى ما وصفه بـ “النزعة العنصرية” السائدة في المجتمع والتي تغذيها الأحزاب السياسية لتشتيت انتباه الناس عن القضايا الكبرى وإحالة الأمر إلى المواطنين والمغتربين. ورأى أن “هذا الاتجاه يشوه وعي الناس ويحولهم عن البعد الحقيقي للصراع”.

(= 0.3063 دينار كويتي)

(اعداد رحاب علاء للنشرة العربية – تحرير سهى جدو)