بقلم ريهام الكوسة

برلين (رويترز) – تراجعت المخاوف العالمية بشأن تغير المناخ العام الماضي وفقا لمسح نُشر مؤخرا حيث يعتقد أقل من نصف الذين شملهم الاستطلاع أنه يشكل “تهديدا خطيرا للغاية” لبلدانهم على مدى السنوات العشرين المقبلة.

أظهر استطلاع أجرته مؤسسة غالوب للتهديدات العالمية أن 20 في المائة فقط من المستجيبين من الصين، أكبر مصدر للانبعاثات في العالم، يعتقدون أن تغير المناخ يمثل تهديدًا خطيرًا للغاية، بانخفاض ثلاث نقاط مئوية عن المسح السابق في عام 2022.

وأشار الاستطلاع إلى أن الرقم انخفض 1.5 نقطة مئوية على مستوى العالم إلى 48.7 في المائة في عام 2022.

اعتمد الاستطلاع على أكثر من 125000 مقابلة في 121 دولة. وأوضح أن جائحة كوفيد -19 والمخاوف بشأن القضايا والمشكلات الأكثر إلحاحًا مثل الصحة وسبل العيش قد تكون من بين العوامل التي تفسر هذا الانخفاض.

ارتفع الوعي بتغير المناخ بشكل طفيف في الولايات المتحدة في عام 2022 إلى 51.5 في المائة. تحتل أمريكا المرتبة الثانية في قائمة الدول الأكثر تلوثًا في العالم.

أما بالنسبة للمناطق المعرضة لأكبر المخاطر البيئية، فهي في المتوسط ​​الأقل قلقًا بشأن تغير المناخ، حيث يشعر 27.4٪ من المشاركين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا و 39.1٪ من جنوب آسيا بالقلق إزاء هذه المخاطر.

وتأتي النتائج قبل الجولة المقبلة من محادثات المناخ (COP27) المقرر إجراؤها الشهر المقبل.

على الرغم من تراجع الاهتمام، فإن التكاليف البيئية والاقتصادية لتغير المناخ تتزايد على مستوى العالم.

خلصت دراسة أجراها معهد الاقتصاد والسلام في 228 دولة وإقليم إلى أن 750 مليون شخص حول العالم يعانون حاليًا من سوء التغذية وعواقب تغير المناخ وزيادة التضخم والحرب الروسية في أوكرانيا، مما سيؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في المستقبل.

وأظهرت الدراسة أن أكثر من 1.4 مليار شخص في 83 دولة يواجهون “إجهاد مائي” لأن أكثر من 20 في المائة من السكان لا يمكنهم العثور على مصدر لمياه الشرب النظيفة.

وأوضحت الدراسة أن تلوث الهواء يكلف العالم 8.1 تريليون دولار سنويا ويسبب ما بين ستة وتسعة ملايين حالة وفاة، ومتوسط ​​تكلفة الكوارث الطبيعية عالميا بلغ 200 مليار دولار سنويا أي أربعة أضعاف ما كان عليه في الثمانينيات.

(من إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير أحمد ماهر)