من جلوريا ديكي

(رويترز) – قال فريق من العلماء إن زيادة تلوث الهواء الخارجي والتسمم بالرصاص يتسببان في وفاة ما يقرب من تسعة ملايين شخص سنويًا منذ عام 2015، مما يقوض التقدم المتواضع في معالجة التلوث في جميع أنحاء العالم.

وفقًا لتحليل العلماء لبيانات معدلات الوفيات العالمية ومستويات التلوث، ساهم تلوث الهواء الناجم عن العمليات الصناعية والتوسع الحضري في زيادة الوفيات المرتبطة بالتلوث بنسبة 7٪ بين عامي 2015 و 2022.

على عكس تغير المناخ والملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية، “لا نركز كثيرًا على ذلك[environmental pollution]قال ريتشارد فولر، المؤلف المشارك للدراسة ورئيس منظمة الأرض النقية غير الربحية العالمية.

وأظهرت تقديرات في نسخة سابقة من الدراسة نُشرت عام 2017، أن عدد القتلى بسبب التلوث بلغ نحو تسعة ملايين سنويًا، أي حالة وفاة واحدة من كل ست حالات وفاة على مستوى العالم. كما ارتفعت تكاليف الاقتصاد العالمي إلى 4.6 تريليون دولار سنويًا.

في الدراسة الأخيرة، التي نُشرت على الإنترنت في المجلة الإلكترونية Lancet Planetary Health، حلل الباحثون بيانات عام 2022 من دراسة أجرتها جامعة واشنطن لفحص التعرض للتلوث وحساب مخاطر الوفاة منه.

تركز الدراسة الأخيرة بشكل خاص على أسباب التلوث، وفصل الملوثات التقليدية مثل التدخين الداخلي أو مياه الصرف الصحي عن الملوثات الأكثر حداثة مثل تلوث الهواء الناتج عن الصناعة والمواد الكيميائية السامة.

وخلص الباحثون إلى أن الوفيات المرتبطة بالملوثات التقليدية قد انخفضت على مستوى العالم، لكنها تظل مشكلة رئيسية في إفريقيا وبعض البلدان النامية الأخرى. كشفت البيانات المعدلة لحساب تأثير التلوث أن تلوث المياه والتربة وسوء الهواء الداخلي كانت من العوامل التي جعلت تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى والنيجر أكثر البلدان التي سجلت فيها الوفيات المرتبطة بالتلوث.

أدت البرامج الحكومية للحد من تلوث الهواء الداخلي وتحسين الصحة العامة إلى خفض عدد القتلى في أماكن أخرى. في إثيوبيا ونيجيريا، أدت هذه الجهود إلى خفض الوفيات المرتبطة بالتلوث بنسبة الثلثين بين عامي 2000 و 2022. وفي الوقت نفسه، في عام 2016، بدأت الحكومة الهندية في عرض استبدال مواقد حرق الأخشاب بوصلات الغاز.

قالت راشيل كوبكا، المديرة التنفيذية للتحالف العالمي لمكافحة الصحة والتلوث في نيويورك، إن الوفيات الناجمة عن التعرض للملوثات الحديثة مثل المعادن الثقيلة والكيماويات الزراعية وانبعاثات الوقود الأحفوري “زيادة كبيرة”، بزيادة 66 في المائة منذ عام 2000. مؤلف الدراسة.

قال الباحثون إن بعض العواصم الكبيرة حققت بعض النجاح في مكافحة تلوث الهواء الخارجي، بما في ذلك بانكوك وبكين ومكسيكو سيتي، لكن مستويات التلوث في المدن الأصغر لا تزال مرتفعة.

جمعت الدراسة قائمة بالدول العشر التي سجلت أعلى معدل للوفيات المرتبطة بالتلوث بناءً على النتائج المعدلة لحساب التلوث. وهذه البلدان هي، على التوالي، تشاد، وجمهورية أفريقيا الوسطى، والنيجر، وجزر سليمان، والصومال، وجنوب إفريقيا، وكوريا الشمالية، وليسوتو، وبلغاريا، وبوركينا فاسو.

(من إعداد مروة سلام للنشرة العربية)