إن تحديد قيمة أي شركة تعتبر خطوة هامة للغاية في أي استثمار داخل سوق المال، وذلك لأنها تساعد المستثمرين على تقييم السعر المطلوب من السوق للعمل حاليًا إذا كان عادلًا أم لا وذلك اعتمادًا على كفاءتها وأرباحها وقدرتها بأن تولّد تدفق نقدي وغيرها الكثير من العوامل.

لقد ظل خبراء الأعمال يعملون على مدى فترة طويلة من الوقت بجدية لابتكار وسائل متنوعة وفعالة لكي تتعرف على “القيمة العادلة” لكل شركة، وقد حقق البعض منها نجاحًا خصوصًا عندما نقيسها بمتوسط العوائد المحقق إنتاجه خلال السنوات الماضية على الاستثمار، وسواء كان استثمار مباشر في أسواق المال أو عن طريق تطبيقات الاستثمار الشهيرة مثل تطبيق ايفست ففي جميع الأحوال سوف تكون بحاجة إلي تعلم طرق تحليل قيمة الأسهم والشركات

 

في الأسطر التالية، سوف نلقي نظرة دقيقة وفاحصة على الطرق الخمسة الأشهر عندما نتحدث عن تقييم الشركات لكل الذين يريدون معرفة كيفية تحليل الاستثمار في بيئة محفوفة بالمخاطر مثل الأيام التي نعيشها حاليًا.

أولًا: التحليل الجذري

إن التحليل الجذري هي عبارة عن طريقة ابتكرها أستاذ داخل جامعة كولومبيا ويُدعي بنجامين جراهام

يتضمن النوع هذا من التحليل على مراجعة التقارير المالية الخاصة بالشركة من أجل تحديد قيمتها اعتمادًا على كمية النقد المنتجة بوساطة أنشطة الشركة الأساسية. لقد كان أول هدف أمام جراهام هو أن يحدد قيمة التصفية الخاصة بالشركة، أي كم من الممكن للسوق أن يدفع بالنسبة لأصول الشركة في حال إغلاق عملياتها.

وبالرغم من هذا، فقد عمل بعد ذلك على تحسين تلك التقنية لكي يدمج المتغيرات النوعية، على سبيل المثال، تحديد جميع الآفاق الخاصة بنمو الشركة فضلًا عن ريادة السوق حيث من الممكن أن تلعب تلك العناصر دورًا أساسيًا في تشكيل قيمة الأعمال المستقبلية.

ثانيًا: التحليل الفني

إن التحليل الفني هو عبارة عن استخدام كل المؤشرات الرياضية وكذلك استخدام الأدوات الملائمة لعمل الرسوم البيانية والقدرة على تقييم حركة السعر الخاصة بكل سهم لكي تحدد الاتجاه الذي سوف يتوجه له السعر في المستقبل.

إن هذا النهج لا ينطبق الا على الشركات الأكثر شهرة وذلك لأنهم يمتلكون مخططات أسعار بالتاريخ، والتي من شأنها أن تعرض كيف يتقلب سعر السهم لديهم مع مرور الوقت. جنبًا إلى جنب، فإنها تُحدد اتجاهات وأنماط الرسم البياني في معظم الوقت عن طريق التحليل الفني، وعلى حسب تلك النتائج فإن المستثمر يتمكن من الحكم سواء أكان السعر متجهًا نحو الارتفاع أو الانخفاض.

ثالثًا: إجمالي كل الأجزاء

من المعتاد بأن تتضمن الشركات الكبيرة وحدات أعمال عديدة، كما أن الوحدات هذه كلها تمتلك نقاط قوة وضعف حيث أنها تميل لكي تلبي الاحتياجات المختلفة للجماهير وكذلك متطلبات السوق بمختلف أنواعها.

ومن ضمن إحدى الأساليب المتميزة التي يستخدمها المستثمرون المحترفون عندما يعملون على تقييم أعمالهم التجارية، وهو بأن يحددوا القيمة الخاصة بكل وحدة وكأنها شركة مستقلة بذاتها وليست كأنها جزء من مجموعة من الشركات.

وعندما يقوموا بتقدير القيمة الفردية لها، حينها يتمكنون من الجمع بين كل الأجزاء ثم الوصول لقيمة معينة للشركة الأساسية ككل. في حال أن سعر سوق العمل كان أقل من تلك القيمة، حينها تعتبر الشركة أنه تم تقييمها بأقل من القيمة التي تستحقها، ومن الممكن أيضًا وجود فرصة لكي تحقق الأرباح بمجرد أن يقوم السوق بتحديد ذلك الخطأ ثم تصحيحه وفقًا لهذا.

رابعًا: التدفق النقدي المخصوم المعروف باختصار DCF

إن النموذج الخاص بالتدفق النقدي المخصوم، والذي يُعرف باسم DCF، يعتبر طريقة رياضية الهدف منها هو أن تحدد قيمة الأعمال عن طريق حساب القيمة الحالية الخاصة بالتدفقات النقدية المستقبلية.

وتُعرف التفقدات النقدية بأنها عبارة عن المجموع الكلي لأرباح الشركة فضلًا عن كل النفقات الغير نقدية المضمنة داخل بيان الدخل وكذلك التعديلات الأخرى. وبشكل عام، يعمل النموذج الخاص بالتدفقات النقدية المخصومة على تقدير كمية النقد الذي سوف تنتجه الشركة خلال السنوات القادمة، كما أنه يعمل على استخدام معدل العائد المطبق للشركة والقائم على المخاطر المتصورة “لخصم” المبلغ هذا للوقت الحالي.

يُعد المجموع الخاص بالتدفقات النقدية المخصومة هو عبارة عن القيمة العادلة التي تتعلق بالأعمال في الوقت الحالي، وعندما تكون قيمة السوق أقل من هذا، عندها تعتبر الشركة أنها مقدرة بقيمة أقل من القيمة الحقيقية لها، وبالتالي سوف يعتبر المستثمر الذي يستخدم تلك الطريقة بأن هذا السهم ممتازًا وجذابًا بالنسبة له.

خامسًا: قيمة التصفية

تُقدر قيمة التصفية التي تتعلق بالأعمال التجارية من خلال تعيين القيمة العادلة لكل الأصول ومن ثم خصم كل المطلوبات والتي تُقسم إلى نوعين منها المتداولة أو الغير متداولة. ويعتبر الرقم الذي ينتج عن هذه العملية هو المقدار الذي يكسبه المساهمون عند حدوث الأزمات.

برغم أن النهج هذا يُستخدم أكثر عندما تفلس أي شركة، ولكن يمكن الاعتماد عليه لكي تقوم بفحص أي نشاط تجاري حتى لو كان يعمل بكل طاقته. في حال أن سعر السوق قل عن قيمة التصفية، حينها يتمكن المستثمرون بشكل نظري من شراء الشركة ومن ثم إغلاقها بربح عن طريق التخلص من كل الأصول بأسعار السوق. وبرغم أن هذه الطريقة قد تبدو منطقية بالنسبة للقراء، ولكن تنفيذها أصعب بكثير من سردها بالطبع.

 

الخلاصة

إن بيئة العمل اليوم تعتبر مليئة بالتحديات، لذلك من الممكن أن يكون فهمك لطريقة تقييم الأعمال التجارية هو أمر حاسم لكي تتمكن من اختيار أحسن الفرص المتاحة لك، لكي تستفيد من الكساد الاقتصادي في شراء أكبر الأسهم بأسعار تقل عن القيمة العادلة لها وذلك باتباع الأساليب المذكورة في المقالة أعلاه.