خطبة دينية قصيرة جداً عن بر الوالدين، لكنني سأقدم ما هو أفضل ما أشعر به حيال ذلك. الحمد لله أولاً والصلاة والسلام على رسوله محمد “صلى الله عليه وسلم” وأصحابه رضي الله عنهم.

 خطبة دينية قصيرة جداً عن بر الوالدين

أهمية بر الوالدين وأثره في حياة المسلم

أن تكون لطيفًا مع الوالدين هو فضيلة عظيمة جدًا. يجلب لك النفع والخير في كل شئون حياتك، فلا نجد في زماننا ولا قديماً رجلاً صالحًا مع والديه إلا أن الله رزقه بالخير والبركة من حيث لا يحسب. فما معنى أن يكون الإنسان صالحًا لوالديه، فالبر يعني بلغة الإحسان، فما معناه أن تكون صالحًا لوالديك معناه أن تكون لطيفًا معهم. تشمل الصدقة الرعاية والاهتمام والود بينك وبينهم.

وأن تجد كل خير يعود إليك عندما تكبر عندما يكرمك أبناؤك كما كرمت والديك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: وسوف يباركك أطفالك “. ويقول الله تعالى: (أَجْرُ خَيْرٍ إِلَّا خَيْرٌ) (الرحمن: 600). كما أن طاعة الوالدين تنال استحسان الله عز وجل. لأنه، سبحانه وتعالى، لم يربط طاعته بطاعة أحد من عباده إلا بطاعة الوالدين وإكرامهم. قال تعالى: (وما قضيت ربك فلن أعبده إلا والوالدان يشعران إما أن لك أعظم واحد أو كلاهما لا تقل لهما ولا تتركهما وتقول لهما. ما أشرف أن الله هو. مسرورين عنك بفضل بركاتك لوالديك، فإن رضى الله عنك يفضي بك إلى الجنة من أوسع أبوابها.

تفضيل الوالدين على الأبناء

مثلما تكرم والديك، فإنك تنشر هذا اللطف والمودة في المجتمع وأصبح مجتمعًا عاديًا يسوده الحب والترابط. تبدأ بداية المجتمع العادي بالعائلة أولاً قبل أي شيء آخر. كما أن والديك هم من قاوموا تربيتك وتحمل المسؤولية عندما كنت صغيرًا وكبيرًا. والدتك هي التي حملتك في بطنها لمدة تسعة أشهر، ورضعتك بحليبها، وبقيت مستيقظة في الليل عندما كنت مريضًا لعلاجك، لذلك عليك حقًا رد هذا الجميل إليها والاعتناء بها و شرفها عندما تكبر. هي التي أوصتنا بالنبي صلى الله عليه وسلم في حديثه لما جاءه الأعرابي وقالوا له: يا رسول الله من أحق الناس إلى خيري. الرفقة؟ قال: (أمك)، قال ثم من؟ قال: (أمك) قال ثم من؟ قال: (أمك) قال ثم من؟ قال (والدك). وأن والدك هو الذي عمل وسهر أيامًا طويلة حتى قدم لك طعامًا وشرابًا وملبسًا، فعليك أن تكرمه وتعامله جيدًا في شيخه ومرضه.

صلاحك لوالديك يزيد من رزقك ويطيل حياتك. وروى مسلم عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شاء أن يزيد له رزقه أو ينقص في له. فليحفظه قرابة)). عليك في رزقك أن تربط قرابة بك، وأن أقرب أقربائك إليك هم والداك، فيجب عليك تكريمهم وعلاقتهم حتى تحصل على أفضل ما في الدنيا وخير الآخرة.

قصص حقيقية عن تكريم الوالدين

وخير مثال في بر الوالدين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. كانت لديهم قصص رائعة جلبت الدموع إلى العيون والقشعريرة.

هذا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود، نجد والدته استيقظت ذات ليلة في الليل تطلب الماء، فذهب ليحضرها لها. عندما عاد وجدها عادت إلى النوم، لذلك كان يخشى أن يوقظها. كان يخشى أيضًا أنها ستنهض ولا تجد الماء، لذلك ظل يقف بجانبها حتى استيقظت مرة أخرى لإعطائها الماء.

في زماننا كان هناك أحد دعاة الله جالسًا ينتظر قطاره في بلد أجنبي، فإذا كانت امرأة عجوز تأكل تفاحة ولم تكن قادرة على مضغها، جلس بجانبها وبدأ يقطع التفاحة من أجل أكلتها، فبكت المرأة العجوز، وسألها الرجل عن سبب بكائها، فقالت له إنني عشت عشر سنوات وحدي ولم يزرني أحد أو يتحدث معي. قال لها إنني أعيش في بلدي مع والدتي، وهي في نفس عمرك تقريبًا، وأنا أعتني بها تمامًا لأن ديني يأمرني بذلك. فسأله الشيخ عن دينه، فأخبرها عن الإسلام، واعتنقت الإسلام.

لقد جعلنا الله وإياكم من الذين يستمعون إلى القول ويتبعون أحسنه، وقد وهبنا وإياكم بر الوالدين لنكون صالحين في الدنيا ونربح الجنة في الآخرة.