Arabictrader.com – من المقرر صدور بيان حول السياسة النقدية اليوم الأربعاء، يليه مؤتمر صحفي لمحافظ البنك، جيروم باول، للتعليق على هذه القرارات. بالنسبة لسوق الأسهم والأسواق الأمريكية، إليك نظرة على كيفية اتخاذ هذا القرار وكيفية تأثيره على الأسواق

أولاً الأوضاع الاقتصادية وتأثيرها على قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

منذ اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في نوفمبر الماضي، ظهرت العديد من البيانات الاقتصادية المهمة، والتي أثرت بقوة على تحركات الدولار مقابل العملات، ودعمت استمرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الارتفاع، ولكن بوتيرة أقل، وعلى رأسها بيانات التضخم.

وفي هذا السياق نجد أن مؤشر التضخم الأمريكي تباطأ إلى مستوى 7.1٪ في نهاية نوفمبر الماضي، وهو أقل من توقعات السوق بأن المؤشر سيسجل نحو 7.3٪. كما أنها أقل من القراءة السابقة التي سجلت حوالي 7.7٪ في أكتوبر الماضي.

من ناحية أخرى، شهدت بيانات سوق العمل الأمريكية تحسنًا قويًا، حيث ارتفع مؤشر تغير التوظيف في القطاع الزراعي بمقدار 263 ألف وظيفة في نوفمبر، وهو أفضل من توقعات السوق التي أشارت إلى ارتفاع المؤشر بنحو 200 ألف وظيفة. في غضون ذلك، استقر معدل البطالة في الولايات المتحدة عند 3.7٪. كما سجلت الأجور نموا بنسبة 0.6٪ خلال نفس الفترة.

ومن هنا يمكن القول أن تباطؤ التضخم خلال الفترة الماضية قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن ثمار تشديد السياسة النقدية قد بدأت بالظهور، وهو ما سيحدث. جعل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أكثر حذراً عند اتخاذ قرارات السياسة النقدية القادمة.

ثانيًا تصريحات أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول الفائدة

اتجهت لهجة تصريحات العديد من أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال الفترة الماضية نحو استمرار رفع أسعار الفائدة، ولكن بوتيرة أبطأ، خاصة مع تباطؤ وتيرة التضخم خلال الفترة الماضية، وعلى رأسها. هذه التصريحات، تصريحات محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، والتي تحدث فيها عن أنه سيكون من المنطقي أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتخفيف وتيرة رفع أسعار الفائدة، وأنه حان الوقت للاعتدال في رفع أسعار الفائدة. قد يأتي في أقرب وقت ممكن، ربما في ديسمبر.

تابع جيروم باول أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد أحرز تقدمًا كبيرًا نحو سياسة تقييدية كافية، ومن المحتمل أن يحتاج بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى الحفاظ على السياسة عند المستوى التقييدي لبعض الوقت، خاصة وأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لديه تاريخ طويل في تحذيرنا لتخفيف الكثير قبل الأوان.

ثالثًا توقعات البنوك الكبرى لقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

تشير توقعات معظم البنوك الكبرى إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة بنحو 50 نقطة أساس، خاصة بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية، حيث قدم المحللون في رابوبنك توقعاتهم بشأن قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكية المرتقبة بشأن سعر الفائدة، متوقعين ذلك. سيقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بإبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل، ومن المرجح أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس.

كما أوضحت مجموعة من المحللين في Commerzbank أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يبطئ رفع سعر الفائدة في اجتماعه هذا الأسبوع ؛ بعد الانخفاض المستمر في الضغوط التضخمية، حيث من المرجح أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وأكد اقتصاديو البنك أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يقرر خفض معدلات رفع أسعار الفائدة مرة أخرى أوائل العام المقبل، من المرجح أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. فقط في فبراير ومارس.

رابعًا السيناريو المتوقع لقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي القادمة

في ضوء ما ذكر أعلاه، فإن السيناريو الأول هو أن الاحتياطي الفيدرالي سيرفع سعر الفائدة بنسبة 0.50٪ في هذا الاجتماع، وأن بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي لمحافظ البنك قد يتحدثان عن مخاوف من التباطؤ في الاقتصاد واستمرار تباطؤ التضخم، وهذا بدوره يتطلب استمرار تباطؤ وتيرة ارتفاع أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، وهذا السيناريو مرجح في الوقت الحالي، وإذا حدث فقد يكون له تأثير سلبي واضح على الدولار، ولكن من ناحية أخرى، فإنه يدعم صعود الذهب، والعملات الرقمية المختلفة، وسوق الأسهم الأمريكية.

في حين يتمثل السيناريو الثاني في أن الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة بنحو 75 نقطة أساس، وأنه سيستمر في تشديد السياسة النقدية لفترة من الوقت حتى يكبح التضخم المرتفع، وهذا السيناريو مستبعد حاليًا في الضوء. من البيانات الاقتصادية الأخيرة وفي مقدمتها بيانات التضخم وهذا السيناريو قد يوفر دعما قويا للمؤشر. يتعافى الدولار نحو مستوى 105 نقطة مرة أخرى، وهذا سيؤثر سلبًا على الذهب والعملات الرقمية وسوق الأسهم الأمريكية.