أكد اقتصاديون مصريون أن انضمام مصر لبنك التنمية بريكس يساهم في تحقيق أهدافها التنموية والاقتصادية، ويقوي علاقاتها مع دول البريكس.

وأوضحوا أن هذه الخطوة ستوفر قنوات تمويل لخطط التنمية في مصر، وتعزز ثقة المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية ومؤسسات التصنيف الائتماني في الاقتصاد المصري، وتحفز التجارة، وتزيد من صادرات مصر للخارج، وتوفر المزيد من فرص العمل فيه.

أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، الخميس الماضي، مرسوما جمهوريا بالموافقة على اتفاقية إنشاء وضم مصر إلى بنك التنمية الجديد التابع لتكتل “بريكس”. ونشرت الجريدة الرسمية نص القرار الجمهوري ووثيقة انضمام مصر للبنك.

تضم كتلة البريكس الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا كأعضاء. تمثل الكتلة حوالي 30٪ من الاقتصاد العالمي، و 26٪ من مساحة العالم، و 43٪ من سكان العالم، وتنتج أكثر من ثلث إنتاج الحبوب في العالم.

أنشأت الدول الأعضاء بنك التنمية الجديد برأسمال 100 مليار لتمويل مشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة في الدول الأعضاء، وكذلك اقتصادات الأسواق الناشئة والبلدان النامية الأخرى.

وافق بنك التنمية الجديد على قبول مصر كعضو جديد، وتم الإعلان عن ذلك خلال اجتماعات قمة قادة البريكس في ديسمبر 2022، ووافقت مصر على العضو الرابع الجديد، حيث تم قبول عضويتها ضمن التوسعة الأولى لنطاق البنك العالمي. وسبقه منذ سبتمبر 2022 بنغلادش والإمارات العربية المتحدة وأوروغواي.

اعتبر الدكتور كريم عادل رئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية أن انضمام مصر إلى بنك التنمية يعد نجاحًا جديدًا لجهود الدبلوماسية الاقتصادية المصرية، والاستفادة من علاقاتها المتميزة مع دول العالم في جذب و تشجيع الاستثمارات الأجنبية وتنشيط التجارة وتقوية العلاقات الاقتصادية الثنائية والثلاثية ومتعددة الأطراف.

وأضاف عادل أن انضمام مصر إلى بنك بريكس للتنمية يعزز نجاح خطط التنمية والأولويات الوطنية للدولة المصرية، وكلها تأتي في إطار رؤية مصر 2030 و 2063 وأهداف التنمية الاقتصادية والمستدامة، وذلك بسبب الدور والأثر الكبير الذي يشمله في تحقيق أهداف الدولة الاقتصادية والاجتماعية. وجميعها من حيث طبيعتها مدرجة في الأنشطة المختلفة للبنك وما يقدمه للدول الأعضاء من توفير الموارد اللازمة وتقديم المساعدة الفنية لتنفيذ المشاريع المتعلقة بأولوياتها التنموية الوطنية.

وأشار في هذا الصدد إلى أن البنك يعمل على دعم التنمية المستدامة وتعزيز التعاون الإقليمي والتكامل من خلال الاستثمار بشكل رئيسي في مجال البنية التحتية التي تشمل مختلف القطاعات الفرعية في البنية التحتية مثل الطاقة، والنقل، والمياه، والاتصالات، وهي القطاعات التي تدخل ضمن برنامج الإصلاح الهيكلي للدولة. مصر والتي تهدف الدولة من خلالها إلى زيادة الوزن النسبي لمساهمة هذه القطاعات في الناتج المحلي الإجمالي وزيادة معدل النمو.

وأشار رئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية إلى أن هذا الانضمام يساهم في زيادة ثقة المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية ومؤسسات التصنيف الائتماني في الاقتصاد، وهو ما يتوافق مع معايير سياسات الانضمام والعمل مع إحدى أكبر البنوك التابعة لتجمع اقتصادي مهم، بالإضافة إلى مزيد من التعاون وزيادة الاستثمارات والتبادل التجاري بين الدولة المصرية والدولة التجمع وأعضاء بنك التنمية.

من جهته، قال الخبير الاقتصادي الدكتور وليد جاب الله، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي، إن بنك التنمية الجديد هو أهم آلية لتجمع “البريكس” الذي يضم الدول ذات النمو الأسرع في العالم، خاصة في مجال المعالجات الاقتصادية البديلة لتوجهات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، حيث يمكن اعتبار بنك التنمية نواة لإطار تمويلي جديد للتنمية، لا سيما في مجالات تمويل البنية التحتية والتنمية المستدامة.

وأضاف جاب الله أن هذه الخطوة ستفتح آفاقًا جديدة لمصر لتمويل مشروعاتها التنموية، وتجعلها منفتحة على مزيد من التعاون مع كتلة البريكس وأكثر استعدادًا للانضمام إلى الكتلة بشكل كامل في المستقبل، مما يدعم توجهات التنمية المصرية.

واعتبر انضمام مصر إلى بنك التنمية الجديد خطوة في اتجاه توسع مجموعة البريكس وزيادة حجم التعاون الدولي الموازي للكتل الغربية، مما يدعم توجهات ولادة نظام اقتصادي عالمي متعدد الأقطاب.

أوضح عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي أن انضمام مصر لعضوية البنك بأعضاء جدد يدعم توجهات التعاون بينها وبين أعضاء البنك القدامى والجدد في مجال التبادل التجاري والتبادل الاستثماري وإنشاء بنك جديد. أطر لسلاسل التوريد التي تعالج التشوهات الحالية في سلاسل التوريد العالمية.

بدوره أوضح أبو بكر الديب الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي أن من مكاسب انضمام مصر إلى هذا البنك أنه يمكن القاهرة من الحصول على قروض ميسرة بفوائد مخفضة والاستفادة من تجارب المشاركين. دول في العديد من المجالات الاقتصادية، ورفع جودة الصناعة والإنتاج، وزيادة الصادرات من خلال فتح السوق. مشروع مشترك للترويج للسلع والمنتجات المصرية وتنويع الأسواق وتطوير العلاقات التجارية الدولية لمصر.

وأضاف الديب أن من مكاسب القاهرة من هذه الخطوة أيضًا الترويج للسلع والمنتجات المصرية لتصل الصادرات المصرية إلى مستوى 100 مليار دولار، وبالتالي زيادة الدخل القومي والتبادل التجاري والاستثماري لمصر مع دول مصر. التجمع.

وأشار إلى أن كل المكاسب المذكورة أعلاه ستؤدي في نهاية المطاف إلى توفير آلاف فرص العمل وإنعاش السياحة والمساهمة في تحسين المستوى المعيشي للمواطنين وتلبية احتياجاتهم التنموية وتحسين جودة الخدمات العامة المقدمة لهم. .

وأكد أن انضمام مصر للبنك يمثل شهادة جديدة على الثقة في قوة ومتانة الاقتصاد المصري، متوقعا تكوين شراكة قوية بين مصر وبنك التنمية الجديد، الذي يتمتع بقدرات تمويلية هائلة، بما يعود بالفائدة على ذلك. استدامة النمو وتحسين المؤشرات المالية العامة.

وأوضح أبو بكر الديب أن التجمع والبنك يستفيدان أيضًا من انضمام مصر إليهما، حيث تعد مصر نافذة رئيسية على منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى موقعها الذي يؤهلها للعب أدوار أكبر في بيع منتجات البريكس في أفريقيا.