تُطرح العديد من الأسئلة حول الوضع الحالي للاقتصاد، والتحديات التي يواجهها، والخطوات التي يتخذها لتحسين الوضع الاقتصادي وتنفيذ إصلاحات اقتصادية طويلة الأجل تحت مظلة صندوق النقد الدولي.

بحثًا عن إجابات للأسئلة التي تثار حول حالة الاقتصاد المصري والجنيه وإجراءات البنك المركزي، أجرى موقع Investing.com مقابلة مع آية زهير، رئيس قسم الأبحاث في شركة زيلا كابيتال للاستشارات المالية.

|

وشهادات بنكية .. ماذا نتوقع

وفي اجتماع مارس رفع البنك المركزي المصري سعر الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس لترتفع إلى مستوى 18.25٪ للودائع و 19.25٪ للإقراض وهو ما توقعه زهير في وقت سابق. وأعقب ذلك يوم الأحد إصدار الشهادات من قبل بنكي الأهلي ومصر، بنسبة فائدة متناقصة 22٪ لمدة ثلاث سنوات، و 19٪ بعائد ثابت لمدة 3 سنوات أيضًا.

وتعليقًا على ذلك، قال زهير إنه كان من المتوقع رفع الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس بعد تثبيت الأسعار في اجتماع يناير في بداية العام، وأن إصدار شهادات بعوائد قريبة من مستوى الفائدة المعلنة وأقل من التوقعات التي مضت. إصدار شهادات بفائدة في حدود 25٪ كما حدث في يناير يوضح أن البنك المركزي المصري يعتزم تقليص وتيرة رفع أسعار الفائدة في المرحلة المقبلة.

اعتبر رئيس قسم الأبحاث في شركة زيلا كابيتال أن مسار البنك المركزي المصري لرفع الفائدة يأتي بالتوازي مع مسار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي تخلى عن خفض وتيرة رفع أسعار الفائدة الأمريكية وتحول إلى رفعها بمقدار 25 نقطة أساس. بدلاً من رفعها بمقدار 50 أو 75 نقطة أساس كما حدث في الماضي.

|

قد يجتمع وتوقعات الفائدة

واعتبر زهير أن الأزمة التي ستواجه هذا المسار من جانب البنك المركزي المصري هي ارتفاع قوي في التضخم بعيدًا عن الهدف المركزي، حيث يبلغ معدل التضخم الأساسي 40.262٪ ومعدل التضخم العام 31.932٪ وهو ما يتطلب اعتماد سياسات صارمة عنيفة للحد منه، إضافة إلى أزمة تؤثر على مستوياته. بشكل رئيسي على ارتفاع الأسعار في مصر.

وردا على سؤال حول ما إذا كان سعر الفائدة المعقول للشهادات الأخيرة دليل على نية البنك المركزي الحفاظ على استقرار الجنيه المصري ومستوياته دون تخفيض قيمة العملة في الفترة المقبلة، أجاب زهير

“قرار الشهادات يشير بشكل أساسي إلى أن البنك المركزي لا ينوي رفع أسعار الفائدة بمقدار 200 أو 300 نقطة أساس في المستقبل، لكن رفع الفائدة سيستمر في الاجتماع المقبل، ولكن بوتيرة أبطأ في مايو.”

سقوط الجنيه .. ممكن الا

وقالت آية زهير “التوقعات بتخفيض قيمة الجنيه أمام الدولار ما زالت قائمة، لكن مع إصدار هذه الشهادات ومتابعة برنامج طرح الشركات الحكومية بالبورصة، أرى أن التراجع المحتمل سيستغرق بعض الوقت”. الوقت، لكن تجدر الإشارة إلى أنه يعتمد بشكل أساسي على سرعة تقديم برنامج الطرح لضخ العملة الصعبة كاستثمارات “. وعدم التباطؤ، حتى لا يتم دفع الجنيه المصري نحو الانخفاض العنيف. بالطبع هذا بالإضافة إلى ضرورة حل أزمة ندرة الدولار والسيطرة على السوق الموازية غير الرسمية.

وتابعت “أتوقع أن يتم تعليق أي نوايا لخفض قيمة الجنيه في المستقبل القريب خلال هذه الفترة، وأن الإشاعات عن تراجعها فور صدور قرار البنك المركزي غير صحيحة، وأن عملية التخفيض ليست صحيحة”. غير مرتبط بقرار البنك المركزي بقدر ما يتعلق بة صندوق النقد الدولي التي تجري الآن “.

قال رئيس قسم البحوث في شركة زيلا، إن البنك المركزي المصري والإدارة المصرية ينتظران أشياء كثيرة قبل اتخاذ قرار بشأن مستويات الجنيه، وأهمها بيانات التضخم، والتي تتأثر سلبا بشكل مباشر و بقوة من خلال تخفيض قيمة الجنيه، وكذلك انتهاء ة صندوق النقد، الذي طالب في وقت سابق بسعر صرف مرن، فضلاً عن الحاجة إلى كبح التضخم. .

هل خفض الجنيه هو مفتاح عودة الأموال الساخنة

وقالت آية زهير، إن تخفيض قيمة الجنيه يعد أحد العوامل العديدة التي تتحكم في عودة الاستثمارات والأموال الساخنة إلى مصر للمساعدة في حل أزمة ندرة الدولار. وأوضح زهير أن “أسعار الفائدة عامل مهم، وستكون نتيجة ة وتقرير صندوق النقد الدولي، والتي ستسلط الضوء على حالة الإصلاح الاقتصادي، عاملاً أساسياً، وكذلك جدول العروض الحكومية”.

وتابع زهير “كل هذا لا ينفي حقيقة أن تخفيض قيمة الجنيه عامل مهم وجذاب للغاية للاستثمارات الأجنبية التي تأمل في التواجد في سوق عملات مستقر لا يوجد فيه تقلبات أو سوق موازية. لكن تخفيض قيمة الجنيه ليس عاملاً أن مجرد حدوثه يضمن 100٪ عودة الاستثمارات وتدفقها مرة أخرى “.

شاهد | هل انتهى زمن هيمنة الدولار

هل ينجح البنك المركزي المصري في خفض التضخم

بلغ معدل التضخم العام 32٪ بحسب بيانات البنك المركزي، ويهدف البنك المركزي إلى خفض الرقم القياسي لأسعار المستهلك إلى مستويات 7٪ (± 2) بحلول الربع الأخير من عام 2024. هل يمكن تحقيق ذلك في ظل الظروف الحالية أن الاقتصاد المصري يمر داخليا وخارجيا

أجابت آية زهير “علينا فحص الأمر من الاقتصاد الكلي قبل الحديث عن البنك المركزي المصري، وبنظرة سريعة سنجد أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يحدد هدفه لخفض التضخم إلى 2٪ في عام 2025، وهو ما يعتبره معظم المحللين أملا بعيد المنال. جاءت الأزمة المصرفية الأخيرة وقبلها حرب روسيا. لجعله هدفًا بعيد المنال في نطاق زمني ضيق “.

وتابعت “تحدث أشياء كثيرة في وقت قصير، والأوضاع في مصر تحكمها عوامل ومتغيرات كثيرة. لذلك، قد يبدو الوصول إلى هدف التضخم مهمة صعبة بشكل عام، سواء بالنسبة لمصر، خاصة مع تأثيره على الوضع العالمي، ولأن التوقعات لا تأخذ في الاعتبار (البجعة السوداء) أو غيرها من الأحداث “. من المتوقع أن يقلب الموازين “.

وردا على سؤال حول قدرة البنك المركزي على خفض زيادات الأسعار بشكل عام، أكد زهير أن الإجراءات الأخيرة ستقلل من وتيرة تصعيد الأسعار وأن رفع أسعار الفائدة إلى مستويات عالية سينجح في هذا الأمر، خاصة إذا نجح في الحفاظ على استقرار الأسعار. العملة المصرية.