بيروت (رويترز) – قال صندوق النقد الدولي يوم الخميس إنه توصل إلى اتفاق مبدئي مع تسهيل تمويل ممدد لمدة أربع سنوات لن يحصل على الموافقة الكاملة إلا إذا أقرت بيروت سلسلة من الإصلاحات.

يُنظر إلى اتفاق صندوق النقد الدولي على نطاق واسع على أنه السبيل الوحيد للبنان لإيجاد طريقه للخروج من الانهيار المالي والاقتصادي، وهي أكبر أزمة تقوض استقراره منذ الحرب الأهلية 1975-1990.

* ما مدى سوء الوضع

انخفض الناتج المحلي الإجمالي إلى ما يقدر بنحو 20.5 مليار في عام 2022 من حوالي 55 مليارًا في عام 2022، وهو نوع من الانكماش المرتبط عادة بالحروب، كما يقول البنك الدولي، الذي صنف الانهيار بين الأسوأ على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر.

– خسر لبنان أكثر من 90 في المائة من قيمته، مما رفع تكلفة كل شيء تقريباً في بلد يعتمد على الواردات، ودمر القدرة الشرائية. راتب الجندي، الذي كان يعادل 900 دولار سابقًا، أصبح الآن يساوي 50 دولارًا فقط.

– قالت لجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب اسيا (الاسكوا) ان معدلات الفقر ارتفعت بشكل حاد بين السكان البالغ عددهم حوالى 6.5 مليون نسمة وصنف نحو 80 فى المائة منهم على انهم فقراء. في سبتمبر، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن أكثر من نصف العائلات لديها طفل واحد على الأقل يعاني من سوء التغذية، مقارنة بثلثها في أبريل 2022.

– لقد عانى النظام المالي من خسائر مؤسفة. وقدرت الحكومة إجمالي الخسائر بنحو 69 مليار دولار في سبتمبر. وقال نائب رئيس الوزراء الشهر الماضي إنه من المتوقع أن يرتفع الرقم إلى 73 مليارا نظرا لعدم معالجة الأزمة.

– مصارف لبنان مشلولة. لم يعد بإمكان المودعين الوصول إلى مدخراتهم بالدولار. تخضع عمليات السحب بالعملة المحلية لسعر صرف يمحو حوالي 80 بالمائة من قيمة العملة. خلال زيارة لبيروت في أكتوبر / تشرين الأول، قالت المسؤولة الأمريكية فيكتوريا نولاند إن اللبنانيين يستحقون أن يعرفوا أين ذهبت أموالهم.

– الاعتماد على الوقود المستورد يواجه لبنان أزمة طاقة حادة. حتى قبل الأزمة، كان هناك نقص في إمدادات الطاقة، خاصة في العاصمة بيروت. الآن سيكون أصحاب المنازل محظوظين إذا لم يخرجوا لبضع ساعات. ارتفعت أسعار الوقود. كانت تكلفة ركوب سيارة أجرة مشتركة، وهي وسيلة نقل شائعة، تبلغ 2000 ليرة قبل الأزمة وتبلغ الآن 30 ألف ليرة.

– يهاجر اللبنانيون في أكبر موجة نزوح منذ الحرب الأهلية التي استمرت من 1975 إلى 1990. ولا يخطط الكثير منهم للعودة مرة أخرى لأنهم يعتقدون أن مدخراتهم قد ضاعت. أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب في عام 2022 أن 63 في المائة من الذين شاركوا في الاستطلاع أرادوا المغادرة بشكل دائم، مقارنة بـ 26 في المائة قبل الأزمة.

– من المغادرين أطباء. وقالت منظمة الصحة العالمية إن معظم المستشفيات تعمل بنصف طاقتها. وتقول إن حوالي 40 في المائة من الأطباء، معظمهم متخصصون، و 30 في المائة من الممرضات هاجروا بشكل دائم أو يعملون بدوام جزئي في الخارج.

– مسؤولون ووسائل اعلام يتحدثون عن “انهيار الدولة”. وحذر الرئيس ميشال عون في كانون الأول (ديسمبر) من أن البلاد “تنهار”. بعد الاضطرابات المتعلقة بنقص الوقود في أغسطس، قال مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان إن لبنان يتجه نحو الانهيار التام إذا لم يتم اتخاذ خطوات لمعالجة الأزمة.

(تغطية توم بيري – إعداد سامح الخطيب للنشرة العربية – تحرير علي خفاجي)