من إميلي ماضي

بيروت (رويترز) – أثار حريق مشتعل في ميناء بيروت قبل أيام ذكريات مؤلمة للانفجار الذي دمر العاصمة اللبنانية في 2022، فيما تكافح الحكومة لإيجاد طريقة لإخماده مع اقتراب الذكرى الثانية للانفجار.

اشتعلت أنقاض مخازن الحبوب في الميناء ببطء، مما أدى إلى توهج برتقالي مرئي ليلاً من الأحياء التي تضررت بشدة جراء الانفجار الناجم عن شحنة نترات الأمونيوم في 4 أغسطس 2022، مما أدى إلى مقتل أكثر من 215 شخصًا.

وتقول السلطات إن سبب ذلك هو حرارة الصيف التي أشعلت النار بكميات الحبوب المتبقية في الصوامع منذ الانفجار، وهو أحد أقوى الانفجارات غير النووية التي تم تسجيلها على الإطلاق.

يُنظر إلى الانفجار على نطاق واسع على أنه رمز للفساد وسوء الإدارة من قبل النخبة الحاكمة، وهو ما دفع أيضًا بالبلاد إلى انهيار اقتصادي مدمر.

وقالت منى جاويش التي فقدت ابنتها في الانفجار “قلبي يحترق لكن يمكنني رؤية النار بالتأكيد”.

وأضافت خلال مشاركتها في احتجاج يوم الأربعاء نظمه أهالي الضحايا الذين طالبوا بإبقاء الصوامع لإحياء ذكرى القتلى “إنهم يعودون ويعيدوننا في نفس اليوم عن الجريمة التي حدثت”. .

لا يزال جزء كبير من الميناء يبدو وكأنه منطقة منكوبة، وهو رمز للفشل الأوسع للنخبة الحاكمة اللبنانية الذي سمح بانهيار الانهيار الاقتصادي يتفاقم على مدى ثلاث سنوات حتى مع ارتفاع الفقر وانهيار خدمات الدولة.

ولم تتم محاسبة أي شخص رئيسي مسؤول عن الانفجار.

* تحقيقات مجمدة

وقال وزير الاقتصاد أمين سلام للصحفيين المجتمعين في الميناء يوم الخميس إن هذا ليس أول حريق يندلع في الصوامع.

مع تصاعد أعمدة الدخان من الصوامع خلفه، قال سلام إن الفنيين يعملون على حل المشكلة، لكن الأمر كان معقدًا لأن الضغط الجوي الناتج عن مروحيات الجيش يشكل خطرًا على الصوامع ويمكن أن ينشر النيران.

وقال “الفريق الفني يدرس بالفعل الخيار الأفضل. ولسنا بصدد القول إنه لا توجد حلول، لكننا نحاول إيجاد حلول لها تداعيات أكبر مما نحاول تجنبه”.

وأضاف أن إخراج الحبوب من الصومعة يهدد بالانهيار.

وقالت المديرية العامة للدفاع المدني إن الحريق نتج عن تخمير “مواد عثر عليها بالقرب من المكبات” وسيشتعل مرة أخرى خلال أيام إذا تم إخماده. وأشارت إلى أن الحكومة منعت أي شخص من الاقتراب من الصوامع بسبب الخطر الذي يحيط بها.

وشل التحقيق في انفجار 2022 وسط إحجام كبار السياسيين.

مما يعكس عدم ثقة السلطات، قال بعض أقارب الضحايا إنهم يعتقدون أن الحريق بدأ عمدا في تدمير الصوامع التي تشهد على الانفجار الناجم عن كميات كبيرة من نترات الأمونيوم التي تم تخزينها بشكل غير آمن.

ورداً على سؤال حول أقوال أقارب الضحايا، استشهد سلام بتقارير خبراء تفيد بأن الحريق نتج عن تخمير مواد في الصوامع.

وانتقدت إلهام البقاعي التي لقي نجلها في الانفجار التصريحات الرسمية وقالت إنها قلقة على السلامة العامة في الوقت الذي اشتعلت فيه النيران منذ أكثر من أسبوع.

(اعداد رحاب علاء للنشرة العربية – تحرير احمد حسن)