أعرب عدد من المؤسسات الدولية عن تفاؤلها بأن مصر ستكمل برنامج الطرح الحكومي، بعد ظهور التطورات في عدد من الصفقات، لكنهم يعتقدون أنه لا تزال هناك بعض العقبات التي تحتاج الحكومة لحلها حتى تصبح تحول حقيقي نحو تقليص بصمة الدولة وليس علاجا لأزمة السيولة.

وتعتقد مؤسسة Standard & Poor’s Global Market Intelligence أن التقدم في مبيعات الأصول كان دون المستوى منذ الإعلان عنها في فبراير الماضي، ولكن في مايو بدأت المعنويات في الارتفاع بعد تنفيذ الخروج من صفقة شركة Pachin Paints، و بيع 10٪ من المصرية للاتصالات (EGX)، وسعت الحكومة إلى تحسين مناخ الاستثمار، وتوفير سياسات صديقة للمستثمر، وتسهيل إطلاق الشركات من قبل المستثمرين الأجانب في مصر، وتحسين مشاركة القطاع الخاص.

ولفتت إلى وجود عدد من الصفقات الواعدة مثل استحواذ صندوق قطر السيادي على حصة 25-30٪ في شركة “فودافون مصر” وهي جزء من الحصة المملوكة للشركة المصرية للاتصالات من خلال شركة “Ooredoo”. وكذلك مفاوضات مع مستثمرين إماراتيين لبيع 49٪ من شركة الحفر المصرية. قبل نهاية الربع الثالث من عام 2023، عرضت شركة عربية للطاقة أسهمها مؤقتًا تمهيدًا لإدراجها الدائم خلال 6 أشهر، بالإضافة إلى إحياء مفاوضات شركتي “أكتيس” و “إيدرا القابضة” للاستحواذ على 3 محطات كهرباء بنتها. سيمنز في صفقة وحدها قد تجمع ملياري.

وأشارت إلى وجود اتجاه إيجابي في جذب الاستثمارات في مجال الطاقة النظيفة، مثل تخصيص أرض لتحالف يضم “مصدر” الإماراتي، و “إنفينيتي باور”، و “حسن علام”، لإطلاق مزرعة رياح مع بقدرة 10 جيجاوات بسوهاج باستثمارات 10 مليارات دولار بعد 8 سنوات. بعد أشهر من توقيع مذكرة التفاهم على هامش مؤتمر المناخ الذي عقد في مصر في نوفمبر الماضي.

قالت ياسمين جوزي، كبيرة المحللين في Standard & Poor’s، إنه لا يزال هناك طريق طويل يتعين قطعه، لكن حقيقة أن مؤسسات التصنيف الثلاث عدلت توقعاتها، ووضعت إحداها تصنيف مصر قيد التقييم، كان بمثابة جرس إنذار للحكومة. لكنها اعتبرت بيع الأصول حلاً مؤقتًا. فهو لا يحل أزمة مصر التي تحتاج إلى معالجة مشاكل هيكلية تكمن في ضعف القاعدة التصديرية.

قال لويس كوستا، الرئيس العالمي لائتمان الأسواق الناشئة في سيتي جروب، في مقابلة مع بلومبيرج نيوز “نحن في ذروة التشاؤم بشأن مصر تقريبًا”.

وأضاف أن التحول في الثقة يرجع إلى مؤشرات على أن الحكومة تتخذ خطوات جادة لبيع الأصول، وأن عائدات السياحة تعود إلى مستويات ما قبل الوباء.

وأضاف أنه يتعين على الحكومة الآن التركيز على إبرام عدد قليل من الصفقات على الأقل لإعطاء السوق انطباعًا بأن برنامج الخصخصة ممكن بنسبة 50٪ على الأقل.

وبحسب تقرير صادر عن “جولدمان ساكس” زار وفد مصر مؤخرًا “مصر تحرز تقدمًا في مبيعات الأصول المحتملة، لكن وتيرة البيع ستكون بطيئة في ظل معوقات هيكلية”.

وخلصت البعثة إلى أن مصر لن تلجأ على الأرجح إلى تحرير سعر الصرف خلال الأشهر المقبلة، حيث تسعى لتوفير سيولة كافية تقدر بنحو 5 مليارات دولار، لمقاومة أي اضطراب مبالغ فيه في سعر الجنيه.

إلا أنه توقع أن تحرز مصر تقدمًا خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع القادمة، لكن وتيرة الخروج من الأصول لن تكون كبيرة في ظل التداعيات الهيكلية المتمثلة في التجربة السيئة للمصريين مع الخصخصة والبيروقراطية وعدم وجود إصلاحات إدارية.، والمصالح المتضاربة التي قد تكون أحد الحلول للتعامل معها من خلال إطلاق كيان مخصص لاستكمال مقترحات تعزيز الحوكمة.

وقال إن الحكومة قلقة من عدم الرضا الاجتماعي، وقد أدى ذلك في الماضي إلى زيادة تدخل الدولة في الاقتصاد.

وأشار إلى أنه حتى لو لم تصل مصر إلى هدفها المتمثل في بيع الأصول، فإن تقدمها على هذا الصعيد سيعطي إشارات إيجابية للمستثمرين بشأن نية الحكومة تنفيذ إصلاح حقيقي.

وأضاف أنه بالنسبة لهم، سيكون لجودة العروض بعد في التقييم، سواء طبيعة الأصل أو الحصة المباعة أو من المشتري، لأن هذه العوامل تساهم في التمييز بين جمع الأموال على المدى القصير، من الإصلاح المدفوع. من خلال التزام طويل الأجل لخلق قدر أكبر من التنافسية، واقتصاد يقوده القطاع الخاص. .

وأوضح أن توحيد ظروف العمل للقطاعين العام والخاص والجهات السيادية لن يقل أهمية، وأن تنفيذ ما قالته الحكومة بشأن رفع الإعفاء الضريبي عن الشركات الحكومية سيكون خطوة مهمة.