كشف وزير التموين المصري (تداول علي مصيلحي) للصحفيين هذا الأسبوع أن مصر تدرس الموافقة على عملات شركائها التجاريين السلعيين بما في ذلك الصين والهند وروسيا. هذا من أجل تخفيف ضغوط الطلب على الدولار.

تعد مصر أكبر مستورد للقمح في العالم، حيث تستورد ما يصل إلى 12 مليون طن سنويًا للقطاعين الحكومي والخاص، وبالتالي قد تكون هذه الخطوة بمثابة حافز للدول الأخرى على خطى مصر في تبني عملات غير الدولار.

وأضاف مصيلحي أن الأمر لم يتم تنفيذه بعد، لكن الحكومة المصرية بدأت بالفعل في السعي للتعاون مع الصين أو الهند أو روسيا وتدرس اعتماد العملة المحلية للدولة التي نستورد منها.

تكمن أهمية هذه الخطوة في أنها الأولى من نوعها فيما يتعلق بإفصاح المسؤولين الحكوميين عن رغبة السلطات المصرية في التعامل في التجارة بغير الدولار، حيث أن هذه التصريحات قد تمهد الطريق لعهد جديد من تخلي مصر التدريجي عن الدولار في تعاملاتها الخارجية، مما يقلل من الطلب على العملات الأجنبية، من خلال حل طويل الأمد لأزمة ندرة الدولار التي تعاني منها مصر حاليًا.

تحاول مصر الخروج من عباءة الدولار بعد أسوأ أزمة نقص في العملات الأجنبية منذ سنوات، والتي اشتدت في بداية العام الماضي مع قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة واندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، مما أدى إلى لخروج أكثر من 22 مليار دولار من الأموال الساخنة.

وسبق دول الخليج مصر

وسبق هذه الخطوة المصرية خطوات عملية اتخذتها دول المنطقة مثل الإمارات العربية المتحدة، حيث أجرت أبوظبي، في أبريل الماضي، أول تسوية للصادرات المقومة باليوان إلى الصين.

كما تدرس الإمارات العربية المتحدة والهند، اللتان تمثلان أحد شركائها الرئيسيين، طرقًا لزيادة التجارة البينية غير النفطية بعملاتهما المحلية. وصرح وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية، ثاني الزيودي، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج، في ديسمبر، أن بلاده في مرحلة مبكرة من المناقشات مع الهند بشأن استخدام الدرهم والروبية في تجارتهما.، والتي “ستقتصر فقط على التجارة غير النفطية”.

في غضون ذلك، أبلغت الرياض بكين، مطلع العام الجاري، بأنها منفتحة على المناقشات بشأن التبادل التجاري بين الصين من خلال اعتماد عملات غير الدولار. وسبق ذلك، خلال شهر ديسمبر، تصريح وزير المالية السعودي محمد الجدعان بأن المملكة “منفتحة على المناقشات بشأن التجارة في العملات إلى جانب الدولار الأمريكي”.

بريكس .. أداة لتقويض قوة الدولار

وفقًا لتقرير بلومبيرج الأخير الصادر الأسبوع الماضي، أعربت تسع عشرة دولة عن اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة دول البريكس، بما في ذلك 5 دول عربية، بقيادة السعودية ومصر، في وقت تستعد فيه المنظمة لعقد قمة سنوية في الجنوب. أفريقيا.

وفي هذا السياق، قال أنيل سوكلال، سفير جنوب إفريقيا لدى المجموعة، في مقابلة إن كتلة الأسواق الناشئة البرازيلية وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا ستجتمع في كيب تاون يومي 2 و 3 يونيو لمناقشة توسعها.

وتابع “ما سيتم مناقشته هو توسيع مجموعة البريكس وكيف سيحدث ذلك”.

وأضاف أن “13 دولة طلبت الانضمام رسميا وستة أخرى طلبت بشكل غير رسمي. نتلقى طلبات للانضمام كل يوم”.

وتم تداول اسم السعودية للانضمام إلى الجماعة، خاصة بعد أن اشتعلت الخلافات بين الرياض وواشنطن مؤخرًا بسبب الخلاف على أسعار النفط وإنتاجه. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال في وقت سابق إن بلاده تدعم انضمام السعودية إلى مجموعة البريكس، مشيدًا بخطط السعودية لـ “تنويع اقتصادها” و “مكانتها الرائدة في أسواق النفط”.

لكن أخبار رغبة السعودية في الانضمام إلى البريكس بدأت بتصريحات رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، الذي صرح بعد زيارته للسعودية نهاية العام الماضي، أن الأخير أبدى استعداده للانضمام إلى المنظمة. تم الإبلاغ عن الخبر لأول مرة من قبل وسائل الإعلام في جنوب إفريقيا خلال مؤتمر صحفي عقده الرئيس رامافوزا، الذي ذكر أيضًا أن المملكة العربية السعودية ليست الوحيدة التي تريد الانضمام.

من ناحية أخرى، أصبحت مصر رسميًا عضوًا جديدًا في بنك التنمية الجديد الذي أنشأته دول البريكس، بعد موافقة صديق الرئيس عبد الفتاح السيسي على القرار رقم 628 لعام 2023 بشأن الموافقة على اتفاقية إنشاء التنمية الجديدة. بنك تابع لكتلة بريكس ووثيقة انضمام مصر للبنك.

تكمن أهمية هذه الخطوة في أنها بداية تعاون رسمي بين مصر ودول البريكس، مما يمهد الطريق بعد ذلك لانضمام مصر إلى المنظمة.

يأتي ذلك بالتزامن مع معاناة مصر في الآونة الأخيرة من ندرة العملات الأجنبية، وبالتالي يرى البعض أن هذه الخطوة قد تكون انفراجًا في الأزمة طويلة الأمد فيما يتعلق بالخروج من عباءة الدولار، وتحضيرًا لإدراج المصري. الجنيه في المعاملات الدولية، خاصة وأن دول البريكس لها نفس الهدف، وهو التحرر من هيمنة التعامل بعملاتها المحلية.

الآن كيف تحمي نفسك من تقلبات السوق .. وما هي أهم المؤشرات الفنية التي قد تنبهك لما يجب أن تفعله على الفور

لمعرفة الإجابة على هذه الأسئلة .. سجل الآن في ندوة مجانية سنناقش فيها أهم متغيرات السوق وإلقاء نظرة فاحصة على المؤشرات الفنية الهامة للأسواق