تتوسع مزارع القطن في السنوات الأخيرة بوتيرة جيدة، وسط تقديرات بنمو أكبر هذا العام، مدعومة بمستويات قياسية لأسعار البيع الموسم الماضي، لكن السوق لا يزال يميل إلى تصدير معظم الإنتاج، حيث لا يفضله المصانع المحلية التي تعمل في صناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة.

وبحسب البيانات الرسمية الصادرة عن الهيئة العامة للتحكيم واختبارات القطن، بلغ إجمالي المعروض من القطن الموسم الماضي نحو 76.9 ألف طن، بلغت نسبة شحنه للتصدير نحو 68.7٪ حتى نهاية شهر مايو الماضي.

وقالت مصادر في الهيئة ان نسبة الصادرات مرجحة للزيادة بقوة خاصة وان موسم التصدير مازال أمامه نحو 3 اشهر كاملة حيث يبدأ موسم التصدير في سبتمبر من كل عام وينتهي في اغسطس من العام التالي وهناك هي عقود جديدة يجري تنفيذها حاليا بكميات كبيرة.

وأضافت المصادر “نقوم سنوياً بتصدير نحو 80٪ من الإنتاج، وفي بعض السنوات نصدر كامل الإنتاج، حيث لا يوجد مشتر محلي للقطن المصري”. تفضل مصانع الملابس الجاهزة والغزل والنسيج دائمًا القطن المستورد “.

رد محمد القليوبي رئيس جمعية مستثمري الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، أن القطن من أفضل الأقطان العالمية، إن لم يكن الأفضل من حيث الجودة والكفاءة، لكن صناعة الغزل والنسيج والملابس المصرية تفعل ذلك. لا تعمل بهذه الطريقة.

وتابع “الصناعة تعمل وفق طلبات العملاء، لا سيما تلك المتعلقة بجانب التصدير. العملاء يطلبون خيوطًا أو ألبسة من أصناف قطنية معينة، بعضها يطلب بيما أمريكيًا، والبعض الآخر يطلب منتجات من دول أخرى”.

وأضاف أن بعض العملاء يطلبون كميات من القطن المصري المغزول أو المنسوج .. لكنها ضعيفة في الفترة الأخيرة، ولتحقيق رغبات التصدير يجب الالتزام بما يطلبه العملاء.

قال وليد الكفراوي، رئيس شركة زهرة المحلة للمنسوجات، إن الصناعة المصرية تهتم بالدرجة الأولى بالتصدير، وبالتالي فهي تعتمد على القطن قصير التيلة، وتنتج مصر قطاعات طويلة وطويلة للغاية.

وأوضح الكفراوي أنه لا بد من التوسع في القطن قصير التيلة لتوسيع قاعدة التصدير، خاصة وأن المصانع المحلية تعتمد في وارداتها على منشأ الهند وباكستان، وأحياناً لا تجد كل احتياجاتها، كأسواق عالمية. تصدير المواد الخام بعد تلبية جميع احتياجات مصانعهم المحلية.

وتابع “متوسط ​​سعر كيلو الغزل المستورد الذي يهتم به قطاع التصدير يصل إلى 5 دولارات، وترتفع تلك القيمة إلى 9 دولارات في القطاع المصري، وبالمقارنة لن نجد منافسة في الصادرات”.

وأشار الكفراوي إلى أن بعض العملاء في الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، يحتاجون إلى أقطان طويلة جدًا لإنتاجها تحت التجارية العالمية الكبيرة والشهيرة، لكن مستهلكي هذه التجارية قليلون، ويعتمد غالبية المستهلكين على منتجات الأصناف قصيرة التيلة.

وأضاف أن ارتفاع أسعار الغزل المصري يمنعها من المنافسة، وإذا أردنا تكييفها مع ذلك نقوم بخلطها مع الأصناف المستوردة لخفض تكاليف الإنتاج، ورغم أنها تكتسب بعض القدرات التنافسية إلا أنها لا تزال عند مستويات أعلى من الآخرين.

اعتبر محمد عزازي مدير التصدير بشركة محمود حامد غانم للملابس الجاهزة، أن ضعف استغلال إمكانيات القطاعات المصرية يرجع إلى تكوين صناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة التي تصنع الأقطان القصيرة فقط.

وتابع “إذا تم تحديث الصناعة بالشكل الذي يناسب الأقطان الطويلة والطويلة للغاية، فسنكون متميزين في المنتجات التي لا تتوفر في باقي دول العالم، لأن القطن المصري ليس له منافس من حيث الجودة، حتى البيما الأمريكية نفسها “.

ودعا إلى إعادة تأهيل البنية التحتية للمصانع وضخ استثمارات جديدة لزيادة خطوط الإنتاج القادرة على التعامل مع أصناف القطن المصري، وبذلك نحقق قيمة مضافة على المنتج بدلاً من تصديره في شكله الخام.

شهد الموسم الحالي لزراعة القطن توسعاً نسبياً في المساحات، حيث بلغت نسبة النمو 21.5٪، حيث بلغت نحو 248 ألف فدان حتى نهاية شهر مايو الماضي، مقابل 204 آلاف فدان في نفس الفترة من الموسم الماضي.

يبدأ موسم زراعة القطن في منتصف فبراير من كل عام في صعيد مصر، ثم بعد ذلك بنحو شهر في الوجه البحري. ينصح الخبراء بعدم الزراعة بعد نهاية شهر مايو لأن المناخ غير مناسب لذلك.