من سارة الصفتي

القاهرة (رويترز) – أظهرت بيانات اطلعت عليها رويترز أنها اعتمدت بدرجة أكبر على واردات القمح الروسي العام الماضي رغم انخفاض حاد في وارداتها من القمح وتحركاتها لتنويع مصادر مشترياتها.

على الرغم من انخفاض واردات مصر من القمح من روسيا بنسبة 6.7 في المائة في عام 2022، فإن حصة روسيا، بما في ذلك مشتريات الهيئة العامة للسلع التموينية التابعة للحكومة المصرية والقطاع الخاص، ارتفعت إلى 57 في المائة من 50 في المائة في عام 2022.

وقد عوض هذا جزئيًا انخفاض الشحنات من أوكرانيا، التي شكلت 8.9 في المائة من واردات مصر من القمح، انخفاضًا من 28 في المائة في عام 2022.

عطلت الحرب في أوكرانيا مشتريات القمح لمصر، أحد أكبر مشتري القمح في العالم، وتجري الحكومة محادثات مع دول من بينها الهند في محاولة لتنويع مصادرها بعيدًا عن إمدادات البحر الأسود.

كما تسببت التداعيات الاقتصادية للحرب في أزمة العملات الأجنبية في مصر، مما أدى إلى تباطؤ الواردات بشكل عام وتراكم البضائع في الموانئ، بالإضافة إلى إبرام حزمة دعم مالي بقيمة ثلاثة مليارات من الدولارات. صندوق النقد الدولي.

وتحافظ مصر على علاقات سياسية وثيقة مع روسيا، لكن المسؤولين والتجار يقولون إن تفضيل القمح الروسي مدفوع بالتكلفة التي تُدفع بالدولار.

وقال وزير التموين المصري علي مصيلحي لرويترز الاسبوع الماضي ان الامر يتعلق “بالاسعار بالطبع.

قال تجار إن هناك بعض التعقيدات في السداد بسبب العقوبات المفروضة على روسيا لأن البنوك تطلب المزيد من الوثائق، لكن القمح الروسي لا يزال هو الأكثر قدرة على المنافسة الآن، حيث اشترت هيئة التموين الحكومية أكثر من مليوني طن في الأشهر القليلة الماضية.

قال تاجر أوروبي “القمح الروسي يهيمن على الرغم من كل المشاكل المتعلقة بارتفاع تكلفة التأمين على السفن والمناخ الشتوي في البحر الأسود”.

قال محمد الجمال، مستشار الحبوب في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، ومقرها القاهرة، إن إجمالي واردات مصر من القمح انخفض 18.7 في المائة إلى حوالي 9.5 مليون طن في عام 2022 وسط ارتفاع. الأسعار وأزمة الصرف الأجنبي التي جعلت المطاحن الخاصة والمستوردين غير قادرين على الدفع. أسعار القمح عالقة في الموانئ. وأضاف أن الواردات وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ 2013.

بالإضافة إلى روسيا، انخفضت الشحنات من رومانيا بنسبة 35 في المائة إلى 1.3 مليون طن، ومن أوكرانيا بنسبة 74 في المائة إلى حوالي 845587 طنًا.

تمكن القطاع الخاص من تنويع بعض مشترياته، مع وصول شحنات نادرة من الولايات المتحدة والهند والبرازيل إلى الموانئ.

كما زادت الشحنات من فرنسا أربع مرات لتصل إلى 1.26 مليون طن.

(اعداد محمد حرفوش للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)