أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، أن روسيا تواصل تطوير اقتصادها رغم الضغوط الخارجية غير المسبوقة.

وقال بوتين – في كلمته خلال اجتماع المجلس الرئاسي الروسي للتنمية الاستراتيجية والمشاريع الوطنية – إن الغرب شن عقوبات عدوانية غير مسبوقة على روسيا استهدفت سحق اقتصادها من خلال سرقة احتياطيات النقد الأجنبي، وانهيار العملة الوطنية، الروبل، وتسبب في تضخم مدمر.

وأشار إلى أن روسيا تعتزم مواصلة عملية التنمية في مختلف القطاعات وتنفيذ البرامج والمشاريع والارتقاء بالبلاد بغض النظر عن أي ضغوط خارجية.

وأكد أن روسيا لن تتبنى أسلوب العزلة نتيجة العقوبات الغربية، بل ستوسع الشراكات والتعاون والتواصل مع كل من يرغب في ذلك، بالإضافة إلى تطوير علاقاتها التجارية والاستثمارية والاقتصادية مع الدول الصديقة. حيث أعادت روسيا توجيه الصادرات والجهود الاقتصادية والتجارية نحو الأسواق الواعدة والصديقة.

وقال إن العقوبات المفروضة على روسيا أدت إلى أرقام قياسية للتضخم في دول أوروبا. من خلال العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا. بلغ معدل النمو في مستوى التضخم في دول الاتحاد الأوروبي من 10٪ إلى 25٪ في بعض الدول.

وأضاف أن أهداف الغرب لم تتحقق على أرض الواقع، حيث عمل رجال الأعمال والسلطات الروسية بطريقة مركزة ومهنية، وأظهر المواطنون التضامن والمسؤولية، وبفضل العمل المشترك للحكومة والبنك المركزي الروسي والروسي. المواطنين، استقرت الظروف الاقتصادية.

وأوضح أن واردات روسيا خلال 9 أشهر من العام الجاري نمت بنسبة 1.5٪، بينما زادت الصادرات الروسية بنسبة 42٪، وزاد الفائض التجاري بنسبة 2.3٪، لافتا إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يستهلك الخدمات والمنتجات الروسية، لكنه لا يستطيع التصدير. منتجاتها إلى روسيا، مضيفة “لذلك، نحن نبحث عن شركاء مستقرين في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.”

وأشار بوتين إلى أن صادرات روسيا النفطية نمت بنسبة 25٪ خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، مشيرا إلى أن روسيا تتطلع إلى تطوير البنية التحتية من خلال بناء موانئ بحرية في الشمال والشرق وزيادة الصادرات من خلال عدد من المشاريع التي ستقود لزيادة صادرات الغاز. إلى 48 مليار متر مكعب ستصل في المستقبل إلى 80 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي لدول الشرق.

وشدد الرئيس الروسي على أن مشروع غاز “سيبيريا 2” سيؤدي إلى زيادة صادرات الغاز إلى 88 مليار متر مكعب إلى دول الشرق بحلول عام 2030، وهو ما يمثل أكثر من 60٪ من الإمدادات لأوروبا.

وقال إنه من المقرر إنشاء منصة رقمية خلال الأشهر المقبلة لتحديد السعر النهائي للمستهلك الأوروبي، واصفًا سياسات الاتحاد الأوروبي بشأن أسعار الغاز بـ “الجنون”.

وأضاف أن لروسيا دور محوري ورائد في سوق المنتجات الزراعية العالمية. ولا تزال من أكبر مصدري الحبوب والزيوت النباتية والأسمدة للأسواق الخارجية، حيث صدرت 25 مليون طن من الأسمدة خلال العام الحالي ووجهت الأسمدة والأغذية المجانية لعدد من الدول الفقيرة، لافتة إلى أن روسيا جاهزة لتوجيه المزيد من الأسمدة قريبًا.

وأوضح أنه من الضروري تنفيذ التطوير المتكامل للمشاريع وتطوير البنية التحتية، لذلك تواصل روسيا بناء الطرق السريعة التي تربط مناطقها بالدول المجاورة، مما يساهم في تطوير التعاون التجاري، بالإضافة إلى تأمين الإمدادات اللوجستية من أي مخاطر و توسيع القدرات والبنية التحتية في البحر الأسود وبحر آزوف لزيادة فرص التصدير، وتطوير الطريق البحري الشمالي، مما يسمح بزيادة حجم الشحن البحري.

وشدد بوتين على أهمية ضمان السيادة المالية للبلاد، خاصة مع وجود نظام اقتصادي بقدرات كبيرة تمكنه من تحقيق ذلك.