في تقرير حديث صدر منذ ساعات عن الاقتصاد المصري، قال بنك جولدمان ساكس إن سياسة سعر الصرف المدارة المتبعة في مصر أدت إلى انتعاش السوق السوداء، مما أدى إلى تداول بنسبة 30٪ أكثر من البورصة الرسمية. معدل مقابل الجنيه.

وأشار البنك إلى أن صندوق النقد الدولي لا يزال مترددا في تقديم تمويل إضافي دون زيادة كبيرة في جهود إصلاح الاقتصاد.

الخيارات محدودة بشكل مؤلم

كما ذكر التقرير الصادر عن “جولدمان ساكس” (NYSE) أن خيارات التمويل أصبحت ضيقة لمصر في ظل صعوبة الوصول إلى أسواق رأس المال وتفضيل الحكومات الخليجية للاستثمار المباشر على الإقراض. وهذا يتركها أمام خيارات صارخة بين التعجيل بتنفيذ أجندة الإصلاح أو التحرك نحو تعديل أكثر إيلاما.

وأشار البنك إلى ضرورة الإسراع في تنفيذ الإصلاحات المتفق عليها مع الصندوق والتي تتمثل في التخلي عن التعويم المنظم للعملة، وإبطاء وتيرة استثمارات الدولة، والتوسع في بيع الأصول الحكومية. ومن المتوقع أن تساعد هذه الإصلاحات في زيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الوافدة على المدى القريب، بينما يمكن دعمها على المدى الطويل من خلال ثقة المستثمرين وتحسين الوصول إلى الأسواق وتقليل العجز التجاري من خلال تشجيع زيادة نمو الصادرات.

في ديسمبر الماضي، وافق صندوق النقد الدولي على ضخ قرض بقيمة 3 مليارات دولار إلى مصر على شرائح لمدة 3 سنوات و 10 أشهر، بشرط أن تستمر مصر في اتباع سعر صرف مرن للجنيه مقابل العملات الأخرى وطرح الدولة. الشركات المملوكة، بالإضافة إلى تنفيذ إجراءات إصلاحية أخرى.

ضغوط قوية .. إصلاح ضروري

وذكر التقرير أن قلة تدفق الاستثمار الأجنبي يفاقم عجز الحساب الجاري ويدفع الاقتصاد إلى مزيد من التضخم وانخفاض قيمة العملة، الأمر الذي قد يؤثر سلبا على المستثمرين وسط مخاطر تراجع قدرة مصر على سداد ديونها الخارجية أو الاستمرار في مسار النمو. .

صرح بنك جولدمان ساكس أن الاقتصاد المصري قد خضع بالفعل لتعديلات حادة في الفترة الماضية، حيث انخفض الجنيه بنحو 50٪ منذ مارس 2022، كما تقلصت الواردات، وارتفعت معدلات التضخم بشكل حاد، وتباطأ معدل النمو.

وتابع البنك “إن ظروف السوق الصعبة تعرقل بيع الأصول. وفي ظل غياب التقدم، نعتقد أن ظروف التمويل الخارجي من المرجح أن تظل صعبة”.

من ناحية أخرى، أشار البنك إلى أنه على الرغم من انخفاض قيمة الجنيه بنسبة 50٪ خلال العام الماضي، لا تزال مصر تعاني من تراجع المعروض من العملات الأجنبية وزيادة حجم الطلب.

وأضاف البنك “مع استمرار أزمة عدم قدرة المستوردين على تلبية احتياجاتهم من العملات الأجنبية، أدى ذلك إلى انخفاض المعروض من السلع والخامات المستوردة في مصر”.

وتراجعت السندات والجنيه

ذكرت بلومبرج أمس الثلاثاء، أن مصر باعت جزءًا صغيرًا من السندات المعروضة للبيع في مزاد يوم الاثنين، حيث يأتي ذلك بالتزامن مع مخاوف المستثمرين المتزايدة بشأن انخفاض جديد في قيمة الجنيه، مما دفعهم إلى الامتناع عن ذلك. شراء المزيد من السندات.

باعت مصر ما يقرب من 1.09 مليون (35275 دولارًا أمريكيًا) من الأوراق المالية لمدة ثلاث سنوات في وقت متأخر من يوم الاثنين، وهو أقل مبلغ جمعته على الإطلاق في بيع محلي للأوراق المالية، وفقًا لبيانات جمعتها بلومبرج.

وكان المبلغ 0.04٪ فقط من 3 مليارات جنيه من الأوراق المالية المطروحة في البداية. قبلت الحكومة عرضًا واحدًا بنسبة 21.7٪ بعد أن طالب المستثمرون بعائدات تصل إلى 28٪، وفقًا للوكالة.

تقلص الطلب على ديون مصر بالعملة المحلية، مما دفع العائدات إلى مستويات قياسية، وسط توقعات بأن البلاد قد تضطر إلى خفض قيمة عملتها للمرة الرابعة خلال عام تقريبًا.