تستعد مصر للارتفاع مجددًا، الخميس، في محاولة لكبح جماح التضخم الذي تجاوز تقديرات العديد من المحللين بعد سلسلة غير مسبوقة من التخفيضات في العملة المصرية، وفقًا لبلومبرج.

مع ارتفاع التضخم إلى مستويات قياسية، يبدو أن البنك المركزي مستعد لمواصلة دورة التشديد النقدي بعد توقف مفاجئ في اجتماع الشهر الماضي. يتوقع جميع الاقتصاديين الأحد عشر الذين شملهم استطلاع بلومبرج، باستثناء واحد منهم، زيادات تتراوح بين 150 و 300 نقطة أساس. بينما تتوقع Citigroup فقط الحفاظ على أسعار الفائدة عند المستويات الحالية، وفقًا للوكالة.

ماذا ينتظر مصر اليوم توقعات الفائدة والعقود الآجلة للجنيه إلى 40

خيارات محدودة

رفعت لجنة السياسة النقدية سعر الفائدة القياسي على الودائع بمقدار 300 نقطة أساس إلى 16.25٪ في ديسمبر، وهو أعلى معدل منذ 2016. لكنها ظلت ثابتة منذ ذلك الحين، حيث قال البنك المركزي إنه كان يقيم تأثير موجة الزيادات العام الماضي.

وقال محمد أبو باشا رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي في بنك الاستثمار المصري المجموعة المالية هيرميس “البنك المركزي لديه خيارات محدودة الآن وليس أمامه سوى رفع أسعار الفائدة”. وعزا ذلك إلى ضغوط مزمنة على العملة المحلية وموجة تشديد نقدي عالمي، بحسب بلومبرج.

ارتفع التضخم إلى 31.9٪ سنويًا في فبراير، وهو أسرع معدل له منذ أكثر من خمس سنوات، مما عكس ثلاثة تخفيضات في قيمة الجنيه منذ الغزو الروسي لأوكرانيا الذي دفع مصر، وهي مستورد رئيسي للمواد الغذائية، إلى أزمة اقتصادية.

حل مؤقت

كان تخفيض قيمة العملة تعهدًا رئيسيًا لحزمة الإنقاذ البالغة 3 مليارات دولار التي اتفقت عليها السلطات مع صندوق النقد الدولي.

ومع ذلك، قد يكون رفع السعر حلاً مؤقتًا فقط. تتزايد الضغوط على الجنيه مرة أخرى في الوقت الذي تسارع فيه مصر لإيجاد استثمارات أجنبية لمعالجة فجوة التمويل الخارجي، بما في ذلك خطتها الطموحة لبيع حصص في شركات مملوكة للدولة، وفقًا لبلومبرج.

في غضون ذلك، اتسع الفارق بين أسعار الصرف الرسمية والسوق السوداء للجنيه المصري في الأسابيع الأخيرة وسط توقعات بتخفيض رابع لقيمة العملة يؤدي إلى ارتفاع التضخم.

يتوقع بنك جولدمان ساكس (NYSE) أن يصل التضخم إلى الذروة في الربع الثالث عند حوالي 36٪، مستبعدًا أي انخفاض إضافي في القيمة.

وقال فاروق سوسة الخبير الاقتصادي في بنك جولدمان ساكس “التشديد ضروري لمواجهة توقعات التضخم المتزايدة وخفض فرق سعر الفائدة الحقيقي مع الاقتصادات الكبرى الأخرى.”

النمو وأذون الخزانة

خفضت مصر هدفها للنمو الاقتصادي خلال السنة المالية الحالية إلى 4.2٪ من الأهداف السابقة عند 5٪، مقارنة بـ 6.6٪ في 2022-2022، وهو ما يمثل انخفاضًا يزيد قليلاً عن الثلث. بينما تستهدف نموًا بنسبة 4.1٪ في العام المالي المقبل 2023-2024 من 5.5٪ سابقًا.

في غضون ذلك، طرح البنك المركزي المصري، اليوم الخميس، أذونات خزينة بقيمة 39.5 مليار جنيه، بالتنسيق مع وزارة المالية، لتمويل عجز الموازنة.

وأضاف البنك المركزي، على موقعه الإلكتروني، أن قيمة الطرح الأول لأذون الخزانة تصل إلى 16 مليار جنيه لمدة 182 يومًا، بينما تبلغ قيمة الطرح الثاني لأذون الخزانة 23.5 مليار جنيه لمدة تصل إلى 23.5 مليار جنيه. 364 يومًا.

تقترض الحكومة من خلال السندات وأذون الخزانة بشروط مختلفة، والبنوك الحكومية هي أكبر المشترين.