تجتمع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي الخميس المقبل لبحث مصير أسعار الفائدة على الجنيه وسط انقسام حول فرص رفع أسعار الفائدة.

على اللجنة أن توازن بين تراكم الضغوط الخارجية واحتمال انخفاض قيمة العملة، وارتفاع التضخم في ظل ارتفاع أسعار النفط من جهة، وتباطؤ ارتفاع معدلات التضخم الشهر الماضي، وآمال إعادة جذب جزء من تدفقات المحفظة من الصناديق الدولية مرة أخرى، من ناحية أخرى.

وتوقع بعض المحللين أن تقوم اللجنة بتثبيت أسعار الفائدة على الجنيه حتى لا تضحي بتكلفة الدين مقابل مكاسب قد لا تحدث، خاصة وأن التضخم تحت السيطرة.

ارتفع معدل التضخم في المدن على أساس سنوي، يوليو الماضي، إلى 13.6٪، مقابل 13.2٪، لكن على مستوى الجمهورية، انخفض معدل التضخم إلى 14٪، مقابل 14.7٪، وارتفع التضخم الشهري في يوليو بمقدار 0.9. ٪ على مستوى الجمهورية بينما ارتفعت في الحضر بنسبة 1.3٪.

قالت مؤسسة كابيتال إيكونوميكس البريطانية، في تعليق موجز، إن البنك المركزي قد يرفع أسعار الفائدة بنسبة 0.5٪ في الاجتماع المقبل بعد قراءة التضخم في يوليو، وإضافة 1٪ أخرى خلال الفترة المتبقية من العام.

قال جمال نجم، نائب محافظ البنك المركزي، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم السبت، إن الفجوة تقلصت من 3.9 مليار دولار إلى نحو 400 مليون دولار، واستبعد إجراء تخفيض كبير في قيمة العملة، والتي كانت وأكدتها مصادر أخرى داخل البنك لـ “البورصة”.

خلال الفترة الماضية، تم تحصيل استثمارات أجنبية بقيمة 3.3 مليار دولار من استحواذات صناديق خليجية على حصص حكومية في عدد من الشركات المدرجة، وتقول مصادر حكومية إن المزيد من هذه التدفقات في الطريق.

توقعت مصادر مصرفية أن يلعب القطاع المصرفي دوراً في جذب السيولة الأجنبية من خلال تقديم تراخيص مصرفية رقمية، الأمر الذي سيحدث طفرة خاصة مع توسع آفاق النمو، وإن كان أقل من الأثر المتوقع قبل الحرب في ظل إحجام المستثمرين حول العالم. العالم لتحمل المخاطر.

على الصعيد العالمي، بدأت التوقعات بعودة الاستثمارات الأجنبية في المحافظ المالية للأسواق الناشئة في ظل الإعداد لدورة التيسير النقدي التي يقول “سيتي بنك” إنها ستكون مطلوبة بنفس القدر الذي يتطلبه التشديد النقدي حاليًا. خاصة بعد أن سجل تضخم أسعار المستهلك والمنتج في أمريكا انخفاضاً أكبر مما هو متوقع هو أن التضخم على وشك الوصول إلى ذروته.

HC تتوقع رفع أسعار الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس

توقعت إدارة الأبحاث بشركة إتش سي للأوراق المالية والاستثمار أن يرفع البنك المركزي سعر الفائدة على الجنيه بمقدار 200 نقطة أساس في اجتماعه المقبل.

قالت مونيت دوس، كبيرة المحللين في الاقتصاد الكلي “جاء رقم التضخم في يوليو أعلى من تقديرنا البالغ 13٪ على أساس سنوي، ونتوقع أن يبلغ معدل التضخم 14.2٪ في المتوسط ​​للفترة المتبقية من العام، وهو أعلى بكثير من هدف البنك المركزي”. والخدمات المالية في HC. 7٪ (+/- 2٪) للربع الرابع من عام 2022.

وقالت إنه بالنظر إلى حسابات مصر الخارجية، يتزايد الضغط على ميزان المدفوعات، متوقعة أن يؤدي عجز الحساب الجاري خلال العام المالي الماضي إلى إلغاء حوالي 4.8٪ من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بـ 4.6٪ في العام المالي قبل الماضي، و انخفاض تحويلات العاملين بالخارج لشهر أبريل بنسبة 7٪ على أساس شهري لتصل إلى 3.1 مليار دولار، واتسع صافي التزام القطاع المصرفي بالعملة الأجنبية (باستثناء البنك المركزي) إلى 11.5 مليار دولار في يونيو والودائع بالعملات الأجنبية، وليس المدرجة في الاحتياطي الرسمي، وانخفضت إلى 0.89 مليار دولار في يوليو من 11.2 مليار دولار في ديسمبر، وصافي الاحتياطيات الدولية بلغ 33.1 مليار دولار تغطي 4.71 شهرا من الواردات، وجدول الديون الخارجية بما في ذلك سداد القروض (باستثناء ودائع دول مجلس التعاون الخليجي). دول المجلس) بمبلغ 12.1 مليار دولار خلال السنة المالية 22/23.

وأشارت إلى أنه بناءً على ما تم ذكره، فإن رفع سعر الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس إلى جانب تخفيض قيمة العملة ضروريان لدعم العملة ومكافحة الدولرة.

وقالت إن هناك إمكانية لإعادة إصدار شهادات عالية الفائدة من قبل البنوك المملوكة للدولة لتعزيز التحويلات، خاصة مع ارتفاع مستويات الدخل في دول مجلس التعاون الخليجي.

وذكرت أنه مع الأخذ في الاعتبار ارتفاع سعر العملة وتطبيق مقايضة مخاطر الائتمان السيادية بالدولار الأمريكي لمدة عام واحد (فوق 1400 نقطة أساس) إلى جانب فارق التضخم بين مصر والولايات المتحدة، فإن العائد على 12 شهرًا. قد ترتفع أذون الخزانة إلى 18.3٪ من 16.4٪ حاليًا، وبهذا المعدل ستوفر أذون الخزانة المصرية عائدًا حقيقيًا قدره 288 نقطة أساس (بافتراض فرض ضريبة بنسبة 15٪ على أذون الخزانة على المستثمرين الأمريكيين والأوروبيين وتوقعات تضخم تبلغ 12.7 ٪ في الاثني عشر شهرًا القادمة) مقارنة بالعائد الحقيقي على أدوات الدين الحكومية.وقد قامت الولايات المتحدة بإعادة توجيه السنة عند ناقص 265 نقطة أساس (احتساب العائد على أدوات الدين المقدرة لسنة واحدة عند 3.10٪، وتقدير بلومبرج للتضخم لـ الأشهر الـ 12 المقبلة بنسبة 5.75٪ مع افتراض عدم وجود ضرائب).

وعليه، يتوقع دوس أن ترفع لجنة السياسة النقدية سعر الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس في اجتماعها القادم الخميس 18 أغسطس.

بلتون البنك المركزي يقترب من تحديد سعر الفائدة.

قالت عالية ممدوح، كبيرة محللي الاقتصاد الكلي في شركة بلتون المالية القابضة، إنه من الملاحظ أنه تم احتواء الضغوط التضخمية حتى الآن، حيث انعكس التغير في أسعار الخضار والفاكهة بشكل إيجابي على مستويات التضخم العامة خلال شهر يوليو.

وأضافت أن ذلك يضاف إلى جهود الحكومة لتوسيع وتعميق شبكة المنافذ الحكومية الرسمية لتوزيع السلع الغذائية الأساسية. لكنها مع ذلك أبقت على توقعاتها للتضخم عند 16.5٪ في أغسطس بمتوسط ​​15.5٪ متوقع في الربع الثالث من عام 2022.

ويتوقع ممدوح أن يصل متوسط ​​التضخم إلى 13.7٪ عام 2022، مع مراعاة تداعيات استمرار انخفاض قيمة الجنيه حتى نهاية سبتمبر. شهد الجنيه تراجعا ملحوظا منذ بداية شهر أغسطس، حيث بلغت خسائره الإجمالية 1.8٪ خلال الأربعين يومًا الماضية. من ناحية أخرى، لا تزال التوقعات بشأن أسعار السلع العالمية غير مؤكدة إلى حد كبير، وسط التوتر السياسي العالمي الحالي. وتجدر الإشارة إلى أن أرقام المقارنة تمثل ضغوطاً إضافية على معدلات التضخم السنوية العامة.

وأضافت “تشير التطورات الأخيرة في قراءات التضخم إلى أنه تم احتوائه في نفس النطاق خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مما يقلل من ضرورة رفع أسعار الفائدة في الوقت الحالي. من السابق لأوانه أن يستأنف البنك المركزي رفع أسعار الفائدة – في ظل تغيرات أسعار الصرف – متأثرة بالضغوط على ميزان المدفوعات رغم تحسن الميزان التجاري والخدمات.

وتوقعت أن يبقي البنك المركزي أسعار الفائدة عند المستويات الحالية خلال اجتماع لجنة السياسة النقدية المقبل، ليتمكن من تقييم مسار التضخم بشكل أفضل في أغسطس بعد تراجع سعر الصرف. بالنظر إلى أن العوائد طويلة الأجل لم تعكس بعد زيادة 300 نقطة أساس في أسعار الفائدة منذ بداية السياسة النقدية الانكماشية، فإن هذا يشير إلى فرص زيادتها، والتي لا تزال خاضعة لاستعداد وزارة المالية لقبول المزيد من العطاءات، الأمر الذي يدعم تأجيل قرار رفع أسعار الفائدة.

فاروس البنك المركزي يقترب من تحديد الفائدة في الاجتماع القادم للحفاظ على فاتورة الديون

قالت إسراء أحمد، محللة الاقتصاد الكلي بإدارة الأبحاث بشركة الأهلي فاروس للسمسرة في الأوراق المالية، في تقرير للشركة، إنه على الرغم من سعر الفائدة الحقيقي السلبي الكبير، لا توجد حاجة ملحة لرفع أسعار الفائدة في الوقت الحالي.

وأضافت أن البنك المركزي أكد تثبيت أسعار الفائدة خلال الاجتماع الأخير للجنة السياسة النقدية في يونيو / حزيران الماضي، بأنه لا يتسرع في رفع أسعار الفائدة رغم الفائدة الحقيقية السلبية، وأن هناك عوامل أخرى يأخذها في الاعتبار.

وأوضحت أن الأسعار بدأت في الانخفاض جزئياً استجابة لمخاوف الطلب، فضلاً عن أسعار المواد الغذائية الدولية، كما ورد في مؤشر أسعار الغذاء لمنظمة الأغذية والزراعة، بعد الموافقة على إلغاء الحظر المفروض على الموانئ الأوكرانية لتصدير القمح الأوكراني.

وأوضح أحمد أن أي زيادة في أسعار الفائدة ستضع ضغوطا تصاعدية إضافية على مدفوعات فوائد الديون المتضخمة بالفعل في الموازنة العامة للدولة، وستؤدي إلى ضغوط على سوق رأس المال، مما قد يعيق تنفيذ برنامج مقترحات الحكومة و وثيقة سياسة ملكية الدولة.