يبدو أن انخفاض الجنيه بنسبة 57٪ تقريبًا خلال رحلة التعويم التي بدأت في مارس الماضي غير كافٍ بعد لتلبية شروط صندوق النقد، ومن المرجح أن يواجه الجنيه اختبارًا جديدًا.

يرى صندوق النقد الدولي، حسب آخر الأخبار، أن أسعار الصرف بحاجة إلى مزيد من المرونة للوصول إلى السعر الحقيقي للجنيه المصري أمام الولايات المتحدة.

وبحسب وسائل الإعلام، نقلاً عن مصادر في صندوق النقد الدولي، فإن شرط الوصول إلى السعر الحقيقي لا يزال هو السبيل الوحيد للوصول إلى قرض الصندوق بقيمة 3 مليارات دولار بخلاف 6 مليارات دولار من مؤسسات دولية أخرى.

هل القرض ضروري

ثلاثة مليارات دولار هل يستحق ذلك يعتقد خبراء السوق أن القضية ليست في قيمة قرض الصندوق، ولكن في تداعيات الحصول على القرض والأهمية التي ينطوي عليها بالنسبة للدولة المقترضة.

يقول خبراء السوق أن اتفاق صندوق النقد الدولي على إقراض دولة ما يعني ..

  • ثقة الصندوق بقدرة الدولة على السداد للمقرضين الدوليين

  • ثقة الصندوق في جدوى الإصلاحات الاقتصادية والخطة التي وضعها هذا البلد

  • موافقة ضمنية من الصندوق على دخول الدولة المقترضة إلى سوق السندات الدولي

  • شهادة الجدارة الائتمانية بقدرة المقترض على الوفاء بأي التزامات

  • في الحالة المصرية، تعني موافقة الصندوق على حصول مصر على القرض ما يلي

  • يمهد الطريق أمام مصر للحصول على 6 مليارات دولار من المؤسسات والشركاء الدوليين

  • تسهيل إصدار مصر سندات دولية لا تقل عن 7 مليارات دولار

  • تشجيع المستثمرين الأجانب على العودة إلى البلاد وضخ مليارات الدولارات في الاستثمار المباشر

  • تخفيض تكلفة العائد على السندات وأدوات الدين المصرية

ماذا بعد

ومن المتوقع أن تحصل مصر على الموافقة النهائية في 7 ديسمبر على قرض بقيمة 3 مليارات دولار بالإضافة إلى 6 مليارات دولار من مقرضين دوليين.

يأتي ذلك بعد أن اتخذت عدة خطوات نحو الحصول على موافقة صندوق النقد الدولي على التمويل الجديد.

  • تحرير أسعار الصرف لأول مرة خلال العام الجاري، في 21 مارس، لخفض الجنيه من مستويات 15.7 إلى 19.7 جنيه للدولار.

  • تحرير أسعار الصرف للمرة الثانية خلال العام الجاري، في 26 أكتوبر، لينخفض ​​الجنيه من مستويات 19.70 جنيه للدولار إلى مستويات 24.6 جنيه.

  • القضاء على تشوهات الفائدة بإلغاء 5 مبادرات تمويلية منخفضة الفائدة وتحويلها إلى الجهات والوزارات الحكومية

ما هو المطلوب

وبحسب الخبر، ما زال صندوق النقد يطالب مصر بمزيد من الإجراءات، وكأن صندوق النقد يوافق على قرض لمصر، فلن يتم صرف القسط الأول إلا بشروط.

  • الوصول إلى سعر صرف مرن وحقيقي

  • يمكن لأي شخص الحصول على العملات الأجنبية بسهولة

  • – حل أزمة تراكم البضائع بالموانئ المصرية والبالغة 6 مليارات دولار

  • إلغاء كافة القيود المفروضة على تحويلات رأس المال والجارية

  • إلغاء القيود المفروضة على الودائع الدولارية واستخدامها في عمليات الاستيراد

28 المستويات

توقعت بنوك الاستثمار الدولية، بما في ذلك ستاندرد تشارترد (ناسداك) وإتش إس بي سي، استمرار تراجع الجنيه المصري أمام الولايات المتحدة خلال الأسابيع المقبلة، خاصة مع اقتراب التوقيع الرسمي على قرض صندوق النقد الدولي في الأشهر المقبلة.

وبحسب توقعات البنوك التي نشرتها وكالة بلومبرج، فمن المرجح أن ينتقل الجنيه إلى مستويات تتراوح بين 26 جنيها للدولار إلى مستويات قريبة من 27.8 جنيها للدولار خلال الفترة المقبلة.

وقالت الوكالة إن مصر ستتجه إلى مزيد من التخفيض في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار قبل حصولها على قرض صندوق النقد الدولي المقرر في ديسمبر المقبل، متوقعة في الوقت نفسه مزيدا من التراجع خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.

وأشارت الوكالة إلى ضعف مرونة سعر الصرف في مصر مقارنة بأوضاع السوق التي من المتوقع أن تشهد مزيدًا من التراجع خلال الأشهر المقبلة.

بناءً على تطورات سعر الصرف، ارتفع الدولار مقابل الجنيه حتى الآن بأكثر من 57٪ منذ التعويم الأول في مارس الماضي، بينما تشير التوقعات إلى أن ارتفاع الدولار سيتوسع إلى أكثر من 78٪ إذا انخفض الجنيه إلى مستويات. 28 جنيها للدولار.

السوق السوداء

يتوقع هاني جنينة الخبير والمحاضر بالجامعة الأمريكية أن تختفي السوق السوداء للعملات الأجنبية خلال الربع الأول من العام المقبل.

وأضاف أن مصر ستحصل على جزء صغير من التمويل المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي في ديسمبر المقبل، بينما سيكون زخم التمويل الحقيقي خلال الربع الثاني من عام 2023، يتمثل في شريحة تمويل أكبر من الصندوق، إلى جانب عروض حكومية. .

وأشار إلى أن السوق السوداء بعد قرار التعويم 2016 لم تختف حتى الربع الأول من عام 2017، وبالتالي هناك تشابه كبير بين السيناريوهين.

النزول ثم التوازن

توقع الخبير والمحلل الاقتصادي هاني جنينة أن يشهد الدولار ارتفاعا طبيعيا خلال الفترة المقبلة ليتخطى حاجز 25 جنيها لكنه سيعود للتراجع مرة أخرى مع وصول استلام الدفعة الأولى لمصر. من صندوق النقد الدولي، والذي من المتوقع وصوله في منتصف نوفمبر.

وأشار جنينة إلى أنه مع قيام الأهلي وبنك مصر بتقديم شهادات 17.25٪ سيمتنع المضاربون عن شراء الدولار وقد نشهد موجة بيع من قبل الأفراد لما لديهم من دولارات.

واقترح جنينة طرح شهادات الاستثمار لمدة عام واحد بأسعار فائدة مرتفعة على أن يقتصر الاستثمار في هذه الشهادات على الأفراد الذين يبيعون دولاراتهم للبنوك.