الرباط (رويترز) – وقع المغرب وإسبانيا، الخميس، 19 اتفاقية تعاون بين البلدين في مختلف المجالات، على هامش أعمال الدورة الثانية عشرة للاجتماع رفيع المستوى بين البلدين، الذي لم ينعقد منذ ثماني سنوات بسبب التوترات الأخيرة.

وقع البلدان 19 اتفاقية تتناول مختلف المجالات، بما في ذلك الهجرة، والضمان الاجتماعي، والمياه، والنقل، والبيئة، والسكان، والطاقة، والتنمية المستدامة، والزراعة، والرياضة، والتعليم، والتدريب المهني، والأعمال التجارية الصغيرة، والمجال العلمي والثقافي، والتوظيف، والصحة. والسياحة.

وصل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى الرباط على رأس وفد يضم 12 وزيرا في حكومته لتوقيع هذه الاتفاقيات لتعزيز التجارة والاستثمار، بما في ذلك التسهيلات الائتمانية البالغة 800 مليون يورو (873 مليون) وتقريب البلدين. في قطاعات أخرى غير الهجرة.

وفي ختام الاجتماع الرسمي، أصدر البلدان بيانا مشتركا أعربا فيه عن “التزامهما بالمحافظة على العلاقات المتميزة التي لطالما جمعتهما”، وتأكيدا على “رغبتهما في إثرائها باستمرار”.

كما جدد البلدان “التزامهما بحماية وضمان حقوق الإنسان كقاعدة لا غنى عنها”.

وأشاروا إلى أن “قمة الناتو في مدريد هي لحظة تاريخية في علاقة الحلف بالضفة الجنوبية، والتي يلعب فيها المغرب دورًا مهمًا من خلال مشاركته في الحوار المتوسطي”.

وأشاد المغرب أيضا بـ “دور إسبانيا في إطار مجموعة العشرين في التعافي الاقتصادي العالمي، فضلا عن علاقتها المتميزة مع أمريكا اللاتينية والكاريبي والجماعة الأيبيرية الأمريكية”.

من جهة أخرى، جددت إسبانيا “موقفها المعلن في الإعلان المشترك الصادر في 7 أبريل 2022 عقب الاجتماع بين العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس الوزراء الإسباني سانشيز”، والذي أيد اقتراح المغرب بمنح الحكم الذاتي للإقليم المتنازع عليه في الصحراء الغربية. بين المغرب وجبهة البوليساريو في إطار السيادة المغربية.

ولم تقبل جبهة البوليساريو وحليفتها الجزائر هذا الاقتراح.

“إن المشاركة المتوازنة للوفد الإسباني في هذه الدورة هي تعبير صغير عن قوة أواصر الصداقة والتعاون التي توحد المغرب وإسبانيا، وتجسيدًا للإرادة القوية والالتزام الراسخ للبلدين للعمل معًا من أجل وقال رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش خلال الجلسة أمام الصحفيين “شراكة مميزة تتجه بقوة نحو المستقبل”.

وأضاف “كان هدفنا إرساء معالم استراتيجية لبناء علاقة متكافئة مبنية على الإرادة والتصميم المشترك لبناء المستقبل”.

وقال سانشيز “اليوم نفتح مرحلة جديدة في العلاقات الإسبانية المغربية”.

وأضاف “نحن ملتزمون بالاحترام المتبادل، وسنتجنب في خطاباتنا وممارساتنا العملية والسياسية كل ما يمكن أن يزعج الجانب الآخر، خاصة فيما يتعلق بسيادتنا”.

وقال سانشيز “من ناحية أخرى، هناك شراكة اقتصادية … مشروعات لاستثمارات جديدة لمواكبة المسيرة الرائعة للتنمية والتحديث التي تقوم بها المملكة المغربية”.

أكدت إسبانيا والمغرب، الخميس، أن البلدين يتعاونان “بنشاط في دفع المبادرات الرئيسية للبرنامج الاقتصادي والاستثمارات لصالح الجوار الجنوبي من الاتحاد الأوروبي”.

كما أكدوا الالتزام بـ “السلام والاستقرار .. وإدانة الأعمال الإرهابية .. محاربة الهجرة غير الشرعية .. ومحاربة كل أشكال العنصرية”.

وتوترت العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة بسبب استقبال إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو على أراضيها للعلاج، ورد المغرب بالتغاضي عن اقتحام المهاجرين غير الشرعيين من الحدود الإسبانية من المغرب.

(تغطية صحفية للنشرة العربية زكية عبد النبي – تحرير سهى جدو وحسن عمار)