من سارة الصفتي ومريم رزق

القاهرة (رويترز) – لجأ أحمد رمضان (44 عاما) وهو أب لثلاثة أطفال إلى خدمات الدفع بالتقسيط قبل ثمانية أشهر بعد أن شعر بنيران الأسعار المرتفعة التي زادت من ضغوط الحياة على المصريين خلال العام الماضي.

استخدم خدمات التقسيط لشراء جهاز تلفزيون وهاتف محمول لابنته وحتى ملابس لعائلته.

وقال أحمد “التقسيط قد يكون أغلى من الدفع النقدي في أوقات معينة، لكنه أسهل وأفضل لأنني أوفر الموارد للمنزل كله وليس لفرد واحد”.

وأضاف أن السيولة الإضافية ستساعد في دفع الرسوم المدرسية لأبنائه.

قال مستهلكون وقادة الصناعة لرويترز إن المصريين يعتمدون بشكل متزايد على الأقساط ليس فقط لشراء سلع باهظة الثمن ولكن لشراء سلع عادية رخيصة نسبيا مثل الملابس ومحلات البقالة في وقت تواجه فيه البلاد تضخما قياسيا مرتفعا.

تسارع التضخم في مصر إلى أعلى مستوى له في خمس سنوات، بعد أن دمرت الحرب في أوكرانيا الأوضاع المالية، وانخفضت قيمة العملة بنحو 50 في المائة منذ مارس 2022، وسط مفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

كما تم إتاحة خدمة الدفع بالتقسيط هذا العام في معرض القاهرة الدولي للكتاب بعد أن خشي الناشرون من ضعف مبيعات المواد التي تعتبر غير ضرورية.

وقال سعيد عبده رئيس جمعية الناشرين المصريين “هنا حقق القارئ ما تمناه واشترى بالكمية أو التنوع الذي يريده، واستطاع الناشر جني مبيعات جيدة لا تتأثر بالأزمة الاقتصادية والحصول على كل ماله من البنك “.

شهدت شركة Simple، وهي شركة لخدمات الدفع بالتقسيط ومقرها القاهرة، زيادة في نشاط عملياتها في الأشهر الماضية. وقالت المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشؤون التجارية ياسمين حنة لرويترز إن عدد العملاء الجدد قفز 50 بالمئة في يناير مقارنة بالشهر السابق.

كما يستخدم العملاء الحاليون الخدمة بشكل أكبر، حيث استحوذ أولئك الذين يستخدمون الخدمة بشكل متكرر على 40 في المائة من جميع المعاملات الشهرية في يناير، بزيادة حادة من 5 في المائة فقط في نفس الشهر من العام الماضي.

قالت ياسمين حنة “وجدنا الناس يركزون بشدة على ضروريات الحياة. يذهب الناس إلى البقالة ويقسمون الأموال وحتى الملابس. ويرى الناس أنهم بحاجة إلى تلبية احتياجات اليوم قبل أن تصبح باهظة الثمن”.

وأوضحت ياسمين أن الشركة تخطط لإدخال خدمات جديدة مثل سداد فواتير المياه والكهرباء.

محمد محمود، مواطن آخر له ثلاثة أبناء، لم يعجبه فكرة التقسيط في البداية، لكنه الآن أعاد النظر فيها لتلبية احتياجات أسرته.

قال محمود “نحن الآن نستخدم التقسيط من أجل مستلزمات المنزل، ليس للكماليات، بل للأساسيات، من أجل الأكل والشرب، وليس من أجل الحصول على شيء يكمل المنزل به. انتهى الأمر. بعد هذه النقطة “.

(اعداد رحاب علاء للنشرة العربية – تحرير محمد محمدين).