من احمد حجاج

الكويت (رويترز) – يلجأ غالبية سكان الكويت خلال فصل الصيف الحار إلى مساحات داخلية مكيفة سواء للسكن أو العمل أو حتى التسوق والترفيه. أولئك الذين يجبرون بعملهم على البقاء في أماكن مفتوحة يتعرضون لحرارة عالية تزيد في ألسنة اللهب كل عام عن العام السابق، وقد تصل إلى معدلات غير مسبوقة عالمياً في السنوات المقبلة.

سجل مرصد للطقس في منطقة تسمى مطربة في شمال غرب الكويت درجة حرارة 54.4 درجة مئوية في 21 يوليو 2016، وهي الأعلى على الإطلاق في آسيا، والثالث على مستوى العالم منذ بدء التسجيل في عام 1886.

هذا ما أكده لرويترز عبد العزيز القرعاوي مراقب الأرصاد الجوية بدائرة الأرصاد الجوية الكويتية، محذرا من دخول بلاده “مرحلة خطيرة” بحلول عام 2035، مع توقع ارتفاع متوسط ​​درجات الحرارة السنوية بنحو درجتين مئويتين. مما كانت عليه في عام 2010.

وأوضح القرعاوي أن هذه المعدلات زادت فعليا بمقدار 1.1 درجة في السنوات من 2010 إلى 2022 مقارنة بال 30 عاما السابقة.

وسجلت الكويت في السنوات القليلة الماضية درجات حرارة قياسية منها 54 درجة في منطقة الجهراء شمال غرب العاصمة عام 2022 و 53 درجة في منطقة الصليبية غربي العاصمة عام 2022 وكلاهما مناطق مأهولة بالسكان.

وقال القرعاوي إن درجات الحرارة فوق 50 درجة مئوية سجلت في الكويت لمدة يوم أو يومين أو حتى أربعة أيام في السنة في الثمانينيات والتسعينيات، لكنها الآن مسجلة ربما عشرين يومًا في السنة.

كما ازدادت شدة العواصف الهوائية والرعدية والترابية التي تضرب البلاد والتي عادة ما تكون محملة بالغبار الذي يؤدي إلى حالات الاختناق خاصة لمرضى الصدر. كما أنه ينقل البكتيريا الضارة ويزيد من انتشار الأمراض الجلدية.

تعرضت الكويت لسيول وأمطار غزيرة في جميع أنحاء البلاد، وصفت بأنها غير مسبوقة في نوفمبر 2022، وبعدها استقال وزير الأشغال العامة آنذاك، حسام الرومي، بعد إلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات وتعطيل الحركة على الطرق. الشوارع.

وقال القرعاوي، إن الأعاصير التي ضربت جنوب الجزيرة العربية، وخاصة سلطنة عمان واليمن، تتكرر أكثر فأكثر من ذي قبل وتتزايد عنفها.

في الكويت، يزداد عنف العواصف المطيرة مع انخفاض معدل التكرار السنوي، لكن كمية الأمطار أصبحت أكثر من ذي قبل.

وأضاف أن مواسم الجفاف أصبحت أطول، مما زاد من العواصف الرملية التي جاءت الصيف الماضي في شهر مايو بشكل غير معتاد، لأنها دائما في فترات انتقالية بين المواسم.

وأوضح أن تأثير التغير المناخي يمتد إلى الحياة الاقتصادية والعمرانية في الكويت، حيث تعطلت جهود التنمية وكذلك المشاريع بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الصيف.

تحظر الكويت تشغيل العمال في المناطق المكشوفة خلال أوقات الظهيرة من الساعة الحادية عشرة صباحا حتى الرابعة عصرا يوميا خلال موسم الصيف الذي يمتد عادة من يونيو حتى نهاية أغسطس.

*حلول

يعتقد الكثيرون أن الكويت تستطيع، بجهد فردي أو بالتعاون مع جيرانها، وخاصة العراق والمملكة العربية السعودية، التخفيف من ارتفاع درجة الحرارة وتقليلها بعدة درجات إذا تمكنت من زراعة مساحات واسعة من الصحاري الممتدة إلى الشمال والجنوب.

الكويت لديها رؤية لتحويل 15 في المائة من طاقتها إلى مصادر متجددة بحلول عام 2030.

ولتحقيق هذه الرؤية، أنشأت الكويت مجمع الشقايا للطاقة المتجددة في شمال غرب البلاد، في مبادرة تبناها ونفذها معهد الكويت للأبحاث العلمية، والتي تهدف إلى نقل وتوطين مزيج من تقنيات الطاقة المتجددة في الكويت لانتاج الكهرباء.

كما تبنت الحكومة تشييد المباني الصديقة للبيئة في مشاريعها الجديدة، وأهمها مشروع مطار الكويت الجديد الذي يجري بناؤه حالياً.

لكن عالم الفلك والمؤرخ عادل السعدون يعتقد، بحسب ما أوضح في مقابلة مع رويترز، أن الحل الفعال يكمن في زراعة نحو عشرين مليون شجرة في الكويت لخفض درجات الحرارة بمقدار خمس درجات مئوية.

وقال إن هذا ممكن إذا تم إنشاء نهر اصطناعي يمتد من شط العرب في العراق ويدخل الكويت عبر الحدود الشمالية لتمر عبر الصحراء الغربية في الكويت ثم منطقة الخيران وينتهي في الخليج. .

ويشير السعدون إلى أن الأولوية في عملية التشجير يجب أن تكون للمناطق الشمالية والغربية لأنها المصدر الرئيسي للرياح الحاملة للغبار مما يشكل مشكلة لغالبية السكان خاصة في فصل الصيف.

وقال “الحلول باهظة الثمن لكننا سنجني الكثير منها”. المياه المحلاة تكلف اكثر .. اذا تعاونا مع العراق ستزدهر الحياة.

(التغطية الصحفية للنشرة العربية أحمد حجاج – تحرير محمد محمدين)