من تيمور أزهري

بغداد (رويترز) – أطلق العراق يوم السبت مشروعا بقيمة 17 مليار دولار لربط ميناء سلع رئيسي على ساحله الجنوبي بالحدود من خلال مد شبكة من السكك الحديدية والطرق في خطوة تهدف إلى إحداث تحول في اقتصاد البلاد بعد عقود من الحروب والأزمات. .

يهدف طريق التطوير إلى ربط ميناء الفاو الغني بالنفط في جنوب العراق مع تركيا، وتحويل البلاد إلى مركز عبور عن طريق تقصير وقت السفر بين آسيا وأوروبا في محاولة للتنافس مع قناة السويس.

وقال فرحان الفرطوسي مدير عام الهيئة العامة “لا تتخيلوا ان طريق التنمية هو طريق لمرور البضائع او المسافرين فقط. لا هذا الطريق سيكون فتح ابواب التنمية في مناطق شاسعة في العراق”. وقالت شركة الموانئ العراقية لرويترز.

تعتزم الحكومة العراقية قطارات عالية السرعة لنقل البضائع والركاب بسرعة تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة، بالإضافة إلى مد خطوط إلى الصناعة المحلية ومراكز الطاقة، والتي يمكن أن تشمل أنابيب النفط والغاز.

سيمثل هذا تحولًا كبيرًا في شبكة النقل القديمة القائمة في البلاد.

تشغل خدمة القطارات العراقية حاليًا عددًا قليلاً من الخطوط، بما في ذلك شحنات النفط البطيئة وقطار ركاب ليلي واحد من بغداد إلى البصرة يستغرق من 10 إلى 12 ساعة في رحلة طولها 500 كيلومتر.

كما قال الفتوسي إن مشروع ميناء الفاو الكبير، الذي تم التخطيط له لأكثر من عقد من الزمان، في منتصف الطريق على الانتهاء.

يعود نقل الركاب بين العراق وأوروبا إلى الخطط الرئيسية التي تم وضعها في بداية القرن العشرين لإطلاق خط سريع من بغداد إلى برلين.

وقال الفرطوسي “طريق البصرة – بغداد – برلين القديم الذي كان ينقل السائح العراقي من البصرة ومن بغداد العراق باتجاه أوروبا سنجد هذا الطريق مرة أخرى فعّالة. لمن يحب زيارة العتبات المقدسة”. في العراق أو الذهاب إلى بيت الله لأداء فريضة الحج أو العمرة.

تم الإعلان عن مشروع مسار التنمية، السبت، في مؤتمر استهدف جذب اهتمام الدول العربية مثل دول الخليج وسوريا والأردن. وقال مساعد حكومي كبير إن الاستثمار الإقليمي مطروح على الطاولة.

هناك وعود بتنمية طويلة الأمد في العراق، لكن البنية التحتية لا تزال تنهار حتى مع جهود حكومة رئيس الوزراء محمد شيعي السوداني لإعادة بناء الطرق والجسور.

لكن المسؤولين يقولون إن مسار التنمية يعتمد على شيء جديد، فترة استقرار نسبي شهدتها البلاد منذ أواخر العام الماضي، ويأملون أن تستمر.

وقال الفرطوسي إنه إذا بدأ العمل مطلع العام المقبل فسيتم الانتهاء من المشروع في عام 2029.

واضاف “مهما تغيب العراق عن الدور الحضاري .. سنة او سنتين، عقد او عقدين، يجب ان يعود يوما ما”.

(تغطية ماهر نزيه في بغداد وعارف محمد في البصرة، اعداد أميرة زهران للنشرة العربية، تحرير رحاب علاء).