يبدو أن حالة من الشلل أصابت السوق السوداء أو سوق الصرف الموازي في مصر، بعد قرارات البنك المركزي والتطورات الأخيرة التي تزامنت مع إصدار شهادات الاستثمار بعائد قياسي.

وبحسب وسائل إعلام محلية، شهد سعر الصرف تراجعا حادا في السوق الموازية أو السوداء، بعد منح مزيد من التحرير في سوق الصرف، واعتماد سياسة صرف أكثر مرونة.

في ذروة اشتعال السوق السوداء، قبل قرار التعويم الثالث للجنيه في أقل من عام، قفز سعر صرف الدولار، بحسب تقارير صحفية، إلى مستويات 38 جنيهاً للدولار، قبل أن ينخفض ​​إلى ما دون مستويات 30 جنيهاً للدولار.

السوق السوداء هي سوق غير رسمية لصرف العملات تجرمها الحكومة وتحظر التعامل معها لأنها تضر بالاقتصاد الوطني. إنه سوق لا يمكن فيه الوقوف على سعر صرف موحد أو ثابت، وغالبًا ما ترتفع الأسعار دون تنفيذ فعلي.

يعتمد سعر صرف الدولار في السوق السوداء على بعض المحددات أهمها حجم الدولار المطلوب أو المعروض.

..

انهيار السوق السوداء

قال الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية في مصر، علاء عز، في حديث لإحدى القنوات المحلية، إن سوق الصرف الأسود توقف بشكل شبه كامل عن العمل مع انهيار الطلب على العملة الصعبة من قبل القطاع الخاص.

وأضاف الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية أنه يأتي بعد الإصدارات المتتالية من الحكومة، وشهادات الاستثمار البنكية بعائد سنوي 25٪ مقدمة من البنك الأهلي ومصر، الأمر الذي جذب الكثيرين لتحويل العملة الصعبة. بالجنيه المصري للاستفادة من تلك الشهادة.

وبحسب علاء عز، فإن القرارات الأخيرة للبنوك المصرية والبنك المركزي تسببت في خسائر لمن اشترى الدولار من السوق السوداء بغرض المضاربة للتخلص منه، حيث انخفض سعره في تلك السوق بنحو 10 جنيهات. في أسبوع واحد فقط.

المزيد من الخسائر

توقع الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية اندفاع أولئك الذين تكهنوا بسرعة تحويل الدولار إلى جنيه لشراء شهادات خلال الإجازة بسعر إغلاق الخميس 27.16 جنيه للدولار.

قال الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية في مصر إن من المرجح أن ينخفض ​​سعر الصرف إلى مستويات متدنية في السوق السوداء بعد عطلة البنوك يوم الاثنين المقبل ويتكبد خسائر إضافية.

ووجه الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية ضربة أخرى للسوق السوداء للدولار، ناجمة عن سلسلة التكامل بين السياسات النقدية والمالية والتجارية، بالتوازي مع الإصدارات المتتالية لمتطلبات الإنتاج والسلع.

جولات حاسمة في حرب السوق السوداء

العوامة الثالثة

سمح البنك المركزي المصري، الأربعاء الماضي، بتراجع سعر صرف الجنيه أمام الدولار، من مستويات 24.8 جنيهًا للدولار إلى مستويات 27.25 جنيهًا للدولار.

قبل ذلك بنحو شهرين، انخفض الجنيه أمام الدولار من مستويات 19.7 جنيه للدولار إلى مستويات قريبة من 24.75 جنيهًا للدولار، فيما وصف بأنه التعويم الثاني في عام 2022.

في مارس 2022، قرر البنك المركزي تحرير أسعار الصرف لأول مرة في العام الماضي، حيث انخفض الجنيه أمام الدولار من مستويات 15.75 جنيهًا للدولار إلى 19.75 جنيهًا للدولار.

ارتفاع الاحتياطي

كشف البنك المركزي عن تفاصيل تطور مكونات احتياطيات مصر من النقد الأجنبي خلال شهر ديسمبر 2022، والتي أظهرت زيادة في الرصيد بنحو 248 مليون دولار، وزيادة في العملات الأجنبية بمقدار 225 مليون دولار، فيما أظهر التقرير الخاص. سجلت وحدات الرسم (SDRs) انخفاضًا طفيفًا للغاية.

سجلت احتياطيات النقد الأجنبي خلال ديسمبر 2022 زيادة قدرها 471 مليون دولار، لتصل إلى 34.003 مليار دولار، مقارنة برصيد قدره 33.532 مليار دولار في نوفمبر الماضي، بالتزامن مع استلام مصر الدفعة الأولى من قرض صندوق النقد الدولي بقيمة 375 مليون دولار في منتصفها. -ديسمبر.

وارتفع رصيد الذهب خلال شهر ديسمبر 2022، إلى نحو 7.326 مليار دولار، مقابل نحو 7.078 مليار دولار في نهاية نوفمبر، بزيادة قدرها 248 مليون دولار. وارتفعت أرصدة العملات الأجنبية إلى 26.669 مليار دولار في نهاية ديسمبر، مقابل 26.444 مليار دولار في نهاية نوفمبر، بزيادة قدرها 225 مليون دولار.

بينما انخفضت حقوق السحب الخاصة بشكل طفيف للغاية، لتصل إلى 13 مليون دولار، مقابل 15 مليون دولار، بانخفاض مليوني دولار، وشهدت احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي خلال عام 2022 انخفاضًا قدره 6.932 مليار دولار، حيث وصلت إلى نحو 40.935 مليار دولار في ديسمبر 2022.

الافراج عن البضائع

قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، في وقت سابق، إنه تم الإفراج عن بضائع بقيمة 6.25 دولار داخل الموانئ المصرية خلال شهر ديسمبر الجاري، منها 1.236 مليار دولار خلال الأسبوع الأخير من ديسمبر.

ووجه البنك المركزي المصري، في وقت سابق، البنوك بإلغاء نظام الاعتمادات المستندية، والبدء في التعامل مع مستندات التحصيل في تنفيذ كافة عمليات الاستيراد.

وأكد البنك المركزي في الخطاب الموجه للبنوك أنه بإلغاء الدفتر الدوري الذي صدر في 13 فبراير 2022 سيعود العمل لقبول مستندات التحصيل للقيام بجميع عمليات الاستيراد.

جاء قرار البنك المركزي المصري نهاية ديسمبر في إطار الجهود المبذولة لمعالجة أزمة تراكم السلع في الموانئ، والتي تقدر الحكومة، بحسب البيانات الرسمية، بنحو 9.5 مليار دولار.