من ديف شيروود

جوانا كابيبس بنسولا (كوبا) (رويترز) – في شبه جزيرة جواناكابيبس البعيدة في كوبا، ينظر حارس المنتزه روبرتو فاريلا إلى سلحفاة بحرية خضراء وهي تتمايل على طول الشاطئ كشيء قديم قدم الديناصورات.

قال فاريلا، الذي يساعد في الإشراف على أبحاث السلاحف في حديقة وطنية تشغل جزءًا كبيرًا من شبه الجزيرة، “عند رؤيتهم يضعون البيض ومعرفة أن أعشاشهم ستتم حمايتها، تشعر بأنك تفعل شيئًا مختلفًا”.

حتى الآن، كانت جهود فاريلا وزملائه الباحثين في المتنزه وفي جامعة هافانا ناجحة. أظهرت الدراسات المنشورة أن وجود السلاحف هنا، التي كانت مهددة من قبل بالصيد الجائر، أصبح الآن مستقرًا وزاد في بعض الحالات، حتى مع انخفاضه في أماكن أخرى في المناطق الاستوائية.

لكن فاريلا، الذي نشأ على شواطئ شبه الجزيرة، قال إن ليس كل شيء على ما يرام.

تتراكم أكوام من الأعشاب البحرية السرجسوم ذات اللون البني المحمر على الرمال، مما يسد مسار السلاحف إلى مناطق تعشيشها. تنتشر الشعاب المرجانية الميتة والمحار والصخور على الشاطئ نتيجة للأعاصير التي تزداد وتيرتها وشدتها. تفقس العديد من إناث السلاحف بيضًا، وهي ظاهرة يعزوها العلماء إلى ارتفاع درجات الحرارة في الأعشاش.

يقول العلماء الكوبيون إن أكثر من عقدين من الأبحاث على هذه الشواطئ تثبت أن تغير المناخ يتسبب في تراكم مشاكل جديدة، حتى في البيئات المتخلفة والنائية مثل Guanahacapipes، التي تقع في أقصى الطرف الغربي لكوبا.

تقول جوليا أزانزا، أستاذة علم الأحياء في جامعة هافانا التي تساعد في إدارة أبحاث السلاحف في شبه الجزيرة “إنه أمر مخيب للآمال لأن هناك أشياء لا يمكننا السيطرة عليها”.

تاريخيًا، تحركت السلاحف البحرية عندما ارتفعت درجات الحرارة أو ارتفعت مستويات سطح البحر بحثًا عن شواطئ أكثر ملاءمة لوضع بيضها. لكن أماكن التعشيش الآمنة في المنطقة أصبحت الآن أقل حيث تحتل الفنادق والطرق والأضواء والمنازل جزءًا كبيرًا من ساحل فلوريدا المجاور بالإضافة إلى شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية وجزر الكاريبي.

وقالت عزانزا “البديل البيولوجي الواضح، الانتقال إلى مناطق أخرى، لم يعد خيارًا”.

(إعداد محمد عبد الله للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم)