بيروت (رويترز) – قالت السفارة الفرنسية في بيان إن فرنسا والمملكة العربية السعودية أعلنتا يوم الثلاثاء عن إنشاء صندوق تنمية مشترك للبنان الذي يمر بأزمة، وتعهدت بتقديم 30 مليون دولار مبدئيًا لدعم الأمن الغذائي وقطاع الصحة في البلاد.

وقال البيان إن الأموال ستوجه إلى مشاريع إنسانية لتقديم مساعدات طارئة، بما في ذلك الغذاء، للفئات الأكثر ضعفا في البلاد، وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية الأولية ودعم المستشفى العام الرئيسي في مدينة طرابلس الفقيرة الشمالية.

يعيش لبنان في خضم أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية 1975-1990. أدى الانهيار المالي في عام 2022 إلى انخفاض العملة، مما دفع أكثر من نصف السكان إلى الفقر وجعل الكثيرين يكافحون من أجل شراء المواد الأساسية مثل الغذاء والدواء.

ويأتي الإعلان عن الصندوق المشترك في أعقاب عودة سفير المملكة العربية السعودية إلى لبنان في وقت سابق من هذا الشهر بعد غياب دام خمسة أشهر أثاره خلاف دبلوماسي بين المملكة ولبنان بشأن تنامي نفوذ جماعة حزب الله المدعومة من إيران.

كانت المملكة العربية السعودية في السابق مانحًا رئيسيًا للبنان، حيث قدمت مساعدات مالية سخية للرعاة السياسيين ولجهود التنمية وإعادة الإعمار. ومع ذلك، قال مسؤولون سعوديون إن المملكة لم تجد عائدًا كبيرًا على هذه الاستثمارات، مع انزلاق لبنان أكثر في فلك المنافس الإقليمي إيران.

قادت فرنسا الجهود المبذولة لإنشاء الصندوق المشترك كجزء من حملة لإبقاء المملكة العربية السعودية على اتصال بلبنان.

سيتم تقسيم الأموال الأولية بالتساوي بين وكالة التنمية الفرنسية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في المملكة العربية السعودية.

وقالت تغريدات على حساب وزارة الخارجية الفرنسية باللغة العربية، إن الأموال ستُستخدم أيضًا في تقديم مساعدات نقدية يستفيد منها حوالي 7500 شخص، وحليب الأطفال للعائلات المحتاجة.

وقال المحلل السياسي السعودي علي الشهابي لرويترز “هذه مؤشرات على الدعم المعنوي وليست الكثير من العمل في هذه المرحلة.”

وقال “ما لم تكن هناك إصلاحات جوهرية تشمل إصلاحات الحكم والقيود الأساسية على قوة حزب الله في لبنان، فأنا لا أتوقع أي مساعدة مادية كبيرة وشيكة”.

(من إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)