يتطور العالم من حولنا بشكل غير مسبوق، وتلعب التكنولوجيا الحديثة دورًا كبيرًا في تسهيل نواحي الحياة ومن بينها بكل تأكيد صناعة الترفيه. هذه الصناعة الحديثة أيضًا تسهم بشكل كبير في التقدم الاقتصادي للبلاد التي تعرف كيفية الاستفادة منها. الذكاء الاصطناعي الآن يلعب دورًا كبير، باعتباره أحد صور التكنولوجيا الأكثر تطورًا، في تغيير صناعة الترفيه ويذهب بها بعيدًا لما لم يخطر على بالنا يومًا ما. 

كيف يغير الذكاء الاصطناعي من الألعاب الإلكترونية

تعتبر الألعاب الإلكترونية أحد العناصر الأساسية لصناعة الترفيه. فهي التي تستقطب أعداد هائلة من المستخدمين من كافة المراحل العمرية وخاصة فئة الشباب. ما ساعد على ذلك هو توافر الكثير من الألعاب الإلكترونية المختلفة التي تتناسب مع الأذواق المتعددة للاعبين، كما انتشر الهواتف الذكية التي يتم استخدامها للوصول لهذه الألعاب والاستمتاع بها إلى جانب توافر الاتصال بالإنترنت في الدول العربية مع انخفاض الرسوم الخاصة به. 

أصبح هناك الكثير من المزايا للذكاء الاصطناعي والتي يمكنها تغيير مستقبل الترفيه عبر الألعاب الإلكترونية. فلق خلق تجارب واستخدامات جديدة وتوصل إلى شخصيات ذاتية اللعب تثير الدهشة والإعجاب. هذه الشخصيات تتصرف بطريقة إبداعية وكأنه هناك شخص حقيقي يتحكم بها. 

هناك الكثير من المؤشرات التي تتنبأ بوصول ألعاب الذكاء الاصطناعي إلينا. فألعاب الذكاء وسباقات السيارات من الفئات الألعاب التي بدأ الذكاء الاصطناعي في الوصول إليها والعمل عليها من أجل تطويرها والسعي نحو تقديم تجربة ألعاب مرضية للمستخدم. ليس ذلك فقط، بل أن هذه الخاصية وصلت لفئة العاب قمار حقيقي والتي يتم تقديمها عبر منصات إلكترونية على الإنترنت. فهذه الألعاب تعتمد على خوارزمية دقيقة لتحديد نتائج الألعاب ولا يمكن لأي شخص أو جهة التحكم في هذه النتائج، وهو ما يضمن النزاهة والشفافية. هذا بالتأكيد يساهم في زيادة عدد اللاعبين في تلك المنصات والتي تقدم ألعاب يحصل فيها اللاعبين على جوائز نقدية عند تحقيق الفوز.

في ألعاب سباقات السيارات والشطرنج وغيرها من ألعاب الذكاء، في الغالب تلعب ضد برنامج الكمبيوتر. هذا البرنامج هو مثال آخر على تطبيق الذكاء الاصطناعي في الألعاب الإلكترونية وصناعة الترفيه. فمن المفضل أن تجد أمامك خصم أقرب ما يمكن للشخص الحقيقي ويتصرف بشكل طبيعي وهو ما يخلق بيئة ممتعة ومثيرة في اللعب ويقود لتجربة ألعاب طويلة. من ناحيتها، تنخفض أعداد اللاعبين الذين يستخدمون الألعاب الإلكترونية التي تقتصر فقط على الرسومات التوضيحية المتحركة. فهي ألعاب مناسبة لفئة الأطفال ولا تتوفر بها المزيد من الإثارة حيث أنها لا تضع اللاعبين داخل اللعبة بشكل تفاعلي. 

شركات تطوير الألعاب الإلكترونية والذكاء الاصطناعي

تعمل الآن شركات برمجيات تطوير الألعاب الإلكترونية على توظيف الذكاء الاصطناعي. الغرض من ذلك هو تطوير الألعاب الحالية بحيث تصبح أكثر جذبًا للاعبين من خلال خلق بيئة تفاعلية وممتعة. تعمل هذه الشركات أيضًا على تقديم ألعاب إلكترونية جديدة مبنية بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي حيث يتم فحص مختلف خوارزميات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي وتطبيق المناسب منها على تلك الألعاب. 

من الخطوات الفعلية نحو ذلك هو أن خبراء صناعة الألعاب الإلكترونية والمصممين ومهندسي البرمجيات قاموا بإنشاء ملفات تعريفية للاعبين ترتكز على الذكاء الاصطناعي ضمن أطر لعبهم وهو ما يضمن خلق أجواء فريدة من نوعها. فكل شخصية داخل اللعبة لها سمات وخصائص ومزايا معينة تميزها عن غيرها. 

لفهم الفكرة أفضل، يمكننا تشبيه الذكاء الاصطناعي في الألعاب الإلكترونية باللاعبين داخل لعبة كرة القدم الإلكترونية فيفا أو بيس Pes أو الألعاب الإلكترونية الرياضية الأخرى. فكل فريق يمتلك مجموعة من اللاعبين الذين يمثلون لاعبين حقيقيين في الطبيعة. كل لاعب داخل هذه اللعبة له خصائص معينة مثل القوة البدنية والمهارة وما إلى ذلك. تؤثر هذه السمات على طريقة اللعب الخاصة بهذا اللاعب إلى جانب كيفية التحكم به. 

هكذا الأمر على الألعاب الإلكترونية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي حيث أن اللاعبين داخل هذه اللعبة جاهزون ومدربون بخصائص معينة تجعل منها أشخاصًا واقعيين وذلك من خلال الاستعانة بطرق وأساليب الذكاء الاصطناعي التي يتم إنشاؤها وتمكينها داخل الألعاب الحديثة.

على هذا الأساس، من المتوقع أن تظهر العديد من الألعاب الإلكترونية الحديثة التي تستفيد من تقنية الذكاء الاصطناعي الحديثة. تسعى شركات البرمجيات بشكل جاد في العمل على ذلك وخاصة مع سهولة الوصول إلى التعليمات البرمجية والتكنولوجية القائمة على هذه التقنية. وفق ذلك، سيغير الذكاء الاصطناعي من صناعة الترفيه عبر الألعاب الإلكترونية وسنرى مؤشرات هذا التغيير في المستقبل القريب. 

الذكاء الاصطناعي واقتصاد الترفيه

أصبحت صناعة الترفيه اقتصاد ضخم يعمل بشكل كبير على مساندة بعض الدول التي تعرف جيدًا الاستفادة منه، وتؤثر بالسلب على الدول الأخرى التي تتجاهل توظيفه لصالحها أو التي تتأخر في مواكبة العصر. 

فهناك ملايين من مستخدمي الألعاب الإلكترونية والتي تعتبر أحد أساسيات صناعة الترفيه كما ذكرنا سابقًا. يحتاج هؤلاء المستخدمين إلى أجهزة هواتف محمولة ذكية والملحقات الخاصة بها. هناك أيضًا طلب على خدمات الاتصال بالإنترنت والألعاب الإلكترونية والتطبيقات الخاصة بها، شركات البرمجيات والموظفين بها، مهندسي التصميم  والكثير من المكونات التي تخدم صناعة الألعاب الإلكترونية. 

يمكن لأي دولة عربية أن تعمل على الاستفادة من هذه الصناعة من خلال تصنيع هذه مكونات الألعاب سابقة الذكر وغيرها بما يخدم المستخدمين داخل الدولة أولًا وخارجها ثانيًا من خلال التصدير. بالتالي، تعتبر صناعة الترفيه عبر الألعاب الإلكترونية أحد الوسائل التي تعمل على تعزيز الاقتصاد وخلق المزيد من فرص العمل.