بنغازي (ليبيا) (رويترز) – رفضت لجنة الطاقة في برلمان شرق ليبيا تحركا حكوميا لإقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مما يعمق الصراع من أجل السيطرة على شركة الطاقة التي تشكل صادراتها مصدر تمويل للبلاد بأكملها. .
نتج عن الأزمة السياسية في ليبيا هذا العام صراع طرفيه البرلمان ومقره الشرق من جهة ورئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة وحكومة الوحدة الوطنية ومقرها العاصمة طرابلس. من جهة أخرى.
وتهدد المواجهة بينهما بتقويض الاستقلال السياسي للمؤسسة الوطنية للنفط المملوكة للدولة، المصدر الوحيد للنفط الذي يقبله المجتمع الدولي.
ولم يتضح ما إذا كان الصراع للسيطرة على شركة النفط سيكون له تأثير على الحصار المستمر الذي تفرضه الفصائل الشرقية على إنتاج النفط الليبي، أو ما إذا كان سيؤثر على جوانب أخرى من أعمال الشركة.
وأصدر الدبيبة، الثلاثاء، قرارا بإقالة رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله، ومجلس إدارتها، وتعيين محافظ البنك المركزي السابق، فرحات بن قدارة، مكانه.
ورفض صنع الله الخطوة قائلا إن الدبيبة ليس له أي سلطة لان ولاية حكومة الوحدة الوطنية انتهت وهي نفس الذريعة التي استخدمها البرلمان عندما عين حكومة جديدة في مارس آذار برئاسة فتحي باشاغا. دبيبة يرفض تسليم السلطة.
وكتب السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند على تويتر يوم الخميس “نتابع بقلق بالغ التطورات المتعلقة بالمؤسسة الوطنية للنفط”، مضيفًا أن المؤسسة حافظت على استقلالها السياسي وكفاءتها الفنية تحت قيادة صنع الله.
وقالت لجنة الطاقة في مجلس النواب في بيان إنها اعترفت بمجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط برئاسة صنع الله مجلس شرعي واتهمت الدبيبة بإبرام ما وصفته بصفقات سياسية مشبوهة.
ويقول محللون إن تعيين بن قدارة ربما يكون محاولة من دبيبة لاستمالة القائد العسكري في الشرق خليفة حفتر حليف قديم للبرلمان وتجنب محاولة أخرى لتنصيب باشاغا والإدارة المنافسة له في طرابلس بالقوة.
وظل صنع الله ووزير النفط في حكومة الوحدة الوطنية محمد عون على خلاف منذ شهور وقالت الوزارة يوم الخميس إنها أكدت قرار تعيين مجلس إدارة جديد تشرف عليه.
وأدت المواجهة السياسية لفرض السيطرة على الحكومة إلى حصار فرضته هذا العام الفصائل المتحالفة مع حفتر الذي يطالب الدبيبة بالتنحي لصالح باشاغا.
أدى الحصار إلى إخراج 850 ألف برميل يوميًا من السوق، لكن المؤسسة الوطنية للنفط قالت هذا الأسبوع إنها ستستأنف الصادرات من ميناءين وتأمل في استئناف الإنتاج قريبًا في بعض المنشآت الأخرى.
(تغطية صحفية لأيمن الورفلي، إعداد أيمن سعد مسلم – تعديل مصطفى صالح).