يتواصل انهيار اللبنانيين في بلد غارق في أزمة اقتصادية ومالية خطيرة، حيث تجاوز عتبة المئة ألف ليرة للواحد.

ويأتي هذا الانهيار التاريخي بالتوازي مع استئناف البنوك في البلاد الإضراب “إلى أجل غير مسمى”، منددة بالقرارات القضائية الصادرة بحقها.

وفي فبراير الماضي حدد البنك المركزي رسمياً سعر الدولار عند 15 ألف جنيه بعدما كان يساوي 1507 سنوات.

ارتفاع طبيعي

وفي هذا السياق يرى الكاتب السياسي اللبناني محمد علوش أن “سعر الليرة اللبنانية يصل إلى 100 ألف ليرة طبيعي في ظل غياب الحلول الاقتصادية”.

وأشار علوش، في حديث لـ “يورونيوز” من بيروت، إلى أن “الجهات الرسمية غائبة تماما عن الاقتراب من هذا الوضع، وبنك يحاول وحده السيطرة على هذا الارتفاع من خلال التعاميم التي يصدرها”.

وعن الأسباب الاقتصادية للأمر، يوضح علوش أن “الطلب على الدولار مرتفع للغاية في السوق اللبنانية بسبب الحاجة إلى استيراد الأدوية والمواد الغذائية، مقابل قلة المعروض من هذه العملة الصعبة ونقص البنك المركزي. بالكميات اللازمة منها للتأثير على السوق “.

في المقابل، يرى علوش أن “المصارف اللبنانية زادت الضغط على السلطات القضائية والسياسية بعد إعلان الإضراب”.

ويضيف “هذا المسار سيبقى صاعدًا حتى يتم التوصل إلى تسوية كاملة وشاملة تسمح بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة وبعض الإجراءات التي تسمح بدخول المساعدات إلى البلاد”.

أزمة مع البنوك

استأنفت البنوك، الثلاثاء، إضرابًا لأجل غير مسمى بدأ في أوائل فبراير احتجاجًا على ما وصفته بـ “إجراء قانوني تعسفي” ضدها، بعد أن رفع المودعون دعوى لاسترداد مدخراتهم.

لم يعد بإمكان المودعين الوصول إلى مدخراتهم المحجوبة في البنوك التي فرضت قيودًا على عمليات السحب والتحويلات المالية.

أثرت الأزمة المالية على القوة الشرائية للمواطن اللبناني حسين الملا / Copyright 2023 The AP

بعد تقديم الشكاوى، سعى القضاة إلى مصادرة أموال مديري البنوك أو أعضاء مجلس إدارة المؤسسات المصرفية.

يشهد لبنان واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم منذ عام 1850، وفقًا للبنك الدولي، والتي اتسمت بإفقار غير مسبوق للسكان ونقص خطير في عدد السكان.