واصل الجنيه المصري استقراره خلال الأسابيع القليلة الماضية على الرغم من اتساع الفجوة يومًا بعد يوم في السوق السوداء غير الرسمية، متجاهلاً العديد من المؤشرات والتوقعات التي أشارت إليها البنوك والمؤسسات المالية العالمية بشأن تراجع وشيك في قيمة العملة المصرية. عملة.

ونتيجة لهذه التوقعات المتعلقة بانخفاض قيمة الجنيه، شهد الذهب ارتفاعات قياسية خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث قفز عيار 21 قيراطًا إلى أعلى مستوياته عند 2500 جنيه للجرام، مسجلاً أعلى مستوى تاريخي وصل إليه.

هل سيبدأ الجنيه في التحرك خلال الأيام القليلة القادمة

يتوقع بعض الخبراء والمحللين تراجع الجنيه خلال الأيام القليلة الماضية، خاصة وأن أسباب انخفاضه لا تزال قائمة، والتي تتمثل في استمرار أزمة ندرة العملة، والفجوة بين العرض والطلب في سوق الصرف، حيث وكذلك اتفاقية مصر مع صندوق النقد الدولي والتي تتضمن تطبيق سعر صرف مرن وخروج البلاد من الأنشطة الاقتصادية المترجمة من قبل الدولة في برنامج بيع الأصول والمقترحات الحكومية.

وفي هذا الصدد، تتوقع وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد آند بورز أن يصل انخفاض قيمة الجنيه المصري إلى نحو 53 في المائة بنهاية العام المالي الحالي حتى 30 يونيو 2023، مقارنة بسعر الصرف قبل 12 شهرًا.

وتقدر الوكالة أن انخفاضا متواضعا في قيمة الجنيه سيتبع في السنوات اللاحقة “.

وفي مصادر حصرية لقناة العربية، قالت مراسلة القناة في القاهرة فهيمة زايد، إن هناك مؤشرات وتقارير دولية تؤكد أنه سيكون هناك تخفيض جديد لقيمة الجنيه المصري في المستقبل القريب، وقد يكون ذلك بعد ذلك مباشرة. عيد الفطر.

وذكر المراسل أن هناك مصادر تؤكد أن مصر توصلت إلى تفاهمات مع صندوق النقد الدولي، بشرط ألا يكون التخفيض المقبل لقيمة الجنيه منعزلاً، بل سيصاحبه في نفس الوقت بيع أصول مصرية لتحقيق وفرة من العملات الأجنبية. يؤدي إلى إمكانية تطبيق سياسة سعر صرف مرنة.

لن يتحرك الجنيه بعد العطلة

من ناحية أخرى، لا تعتقد خبيرة السوق المالية حنان رمسيس أن الجنيه سيشهد حركة قوية بعد عيد الفطر، موضحة أنه “من غير المرجح أن نشهد حركة كاملة لسعر العملة المصرية مقابل الدولار الأمريكي، وبموجب ذلك ستسجل قيمة الجنيه تراجعا قويا “.

وتابعت حنان، “من المتوقع أن يبقى الأمر على حاله ضمن الحدود التي يتحرك فيها الجنيه حاليا، وفي ظل تخليه عن العرض والطلب، على الرغم من حقيقة أن عقود الجنيه الآجلة تجاوزت 44 جنيها لكل منهما. دولار.”

وشددت على أن الرهان هو على برنامج الطرح الحكومي، لا سيما من خلال طرح الشركات الحكومية على المستثمرين الاستراتيجيين، بما يساهم في توفير العملة الأجنبية. الرهان ايضا على ايرادات قطاع السياحة التي تصل حسب الهدف 40 مليارا.

مستويات غير واقعية

تجاوزت العقود الآجلة غير القابلة للتداول للجنيه المصري لمدة 12 شهرًا حدود 44 جنيهًا للدولار، والدولار الأمريكي وفقًا لشهادات الإيداع لأسهم البنك التجاري الدولي (EGX 40، بخسارة قدرها 40 جنيهًا مصريًا). قرابة 30٪، وهو ما رفضته عالية المبيض، كبير الاقتصاديين بمنطقة الشرق الأوسط في مؤسسة جيفريز للخدمات المصرفية والاستثمارية، واصفة إياها بأنها توقعات غير مسؤولة.

وقالت علياء مبيض خلال لقائها إن الحديث عن تخفيض جديد لقيمة الجنيه كلام “غير مسؤول”. وأوضحت أن التراجع نحو مستويات 40 أو 53 جنيها للدولار غير واقعي أو حقيقي.

ولفتت إلى أن عملية إعادة هيكلة اقتصاد كبير مثل الاقتصاد المصري وخاصة المؤسسات العامة لا يمكن أن تتم بالضغط على زر خاصة وأن الظروف المحيطة مواتية لبيع الأصول والمشكلة المتعلقة بسعر الصرف والحديث عن تراجع مستمر يؤخر صفقات الخصخصة التي تعتزم الحكومة المصرية تنفيذها.

وأوضحت أن السعر الحقيقي للجنيه لا يتطلب المزيد من التخفيض.

وقالت علياء في مقابلة سابقة على قناة الشرق، إن الاقتصاد المصري وحالته الآن تدور حول ة صندوق النقد الدولي ونتائج ة. وتوقعت علياء أن تأتي عمليات الخصخصة قريباً بالتزامن مع انخفاض هادئ في قيمة الجنيه وزيادة جديدة في أسعار الفائدة.

.. تشير إلى قرب انخفاض الجنيهات

في الوقت نفسه، شهدت عروض سندات الخزانة المصرية خلال الفترة الماضية عائدًا منخفضًا، رغم تغطية العطاء، لكن معدل القبول تراجع، حيث وصل في بداية أبريل الجاري إلى 0.04٪ من إجمالي المبالغ المطلوبة.

بلغ متوسط ​​معدل التغطية لسندات الخزانة لأجل 3 سنوات بالجنيه المصري 2.5 ضعف المبالغ المطلوبة خلال الفترة من بداية عام 2023 إلى بداية أبريل 2023 وهو أعلى من متوسط ​​2022 عند 1.6 مرة والمتوسط ​​التاريخي عند 2.2 مرة.

على الرغم من هذه المعدلات، فإن معدل القبول يبلغ 0.6 ضعف المبلغ المطلوب خلال الفترة من بداية عام 2023 إلى بداية أبريل 2023، بما يتماشى مع معدل القبول خلال عام 2022 وأقل من المتوسط ​​التاريخي البالغ 1.1 مرة. وهذا يعكس الزيادة الكبيرة في متوسط ​​عائد العروض المقدمة نتيجة الزيادة في أسعار الفائدة.

.. لماذا تتحركين بقوة

ارتفعت أسعار الذهب في مصر بقوة، حيث شهدت ارتفاعات قوية في ظل ارتفاع سعر صرف الجنيه في السوق الموازية. مع تأثر أسعار الذهب في مصر بتحركات الدولار مقابل الجنيه، وبالتالي مع توقعات بتراجع العملة المصرية، اندفع المصريون لشراء المعدن الأصفر للحفاظ على قيمة مدخراتهم.

في حين أكدت شعبة الذهب المصرية، في بيان لها قبل أيام، أن التسعير الحالي للذهب في الأسواق المحلية مبالغ فيه وغير مبرر، والارتفاع المفرط في أسعار الخام يضر بمصلحة التاجر والمستهلك على حد سواء. .

ونصحت الشعبة المستهلك بالحرص في الشراء أو البيع، وعدم التسرع في رفع حجم الطلب دون مبرر، وعدم الامتناع عن الشراء، بسبب تغير الأسعار نتيجة نقص العرض وارتفاع حجم السلعة. الطلب، بالإضافة إلى أنشطة المضاربة التي تحرك الأسعار أعلى من السعر العادل للذهب.