يشهد سعر الصرف الأمريكي زيادات منذ نحو أسبوعين في الأسواق العراقية، حيث وصل سعر الصرف البالغ 100 دولار إلى أكثر من 150 ألف دينار عراقي، بزيادة بنحو 3 دولارات (ما يعادل 4500 دينار) عن سعر الصرف المعتمد الذي تمت الموافقة عليه. من قبل البنك المركزي العراقي.

كالعادة، ينعكس ارتفاع سعر صرف الدولار وتقلباته بشكل مباشر على أسعار السلع والمواد الأساسية والكمالية، وسط مخاوف لدى المستهلكين العراقيين من استمرار ارتفاع الأسعار المرتفعة بالفعل، خاصة بالنسبة لذوي الدخل المتوسط ​​والمحدود و فقير.

البنك المركزي على المحك

وبينما يسعى البنك المركزي للسيطرة على سعر صرف الدولار لضمان الاستقرار المالي في الأسواق العراقية، يرى مراقبون وخبراء أن السعر لن يعود بسرعة إلى عتبة 147 ألف دينار السائدة خلال العامين الماضيين، وأن غالبًا ما يستقر السعر عند عتبة 150 ألف دينار وما فوق.

يرى الاقتصاديون أن هامش الارتفاع الحالي لا يتطلب بالضرورة إجراءات استثنائية للحد منه، ولكن إذا استمر الارتفاع وبلغ عتبة 155 ألف دينار لكل 100 دولار، فإن السلطات النقدية في العراق ستتدخل في ذلك الوقت للسيطرة على الأسعار. والحفاظ على استقرارها.

قال الباحث والاقتصادي العراقي نبيل التميمي، في مقابلة مع موقع “سكاي نيوز عربية إقتصاد”، إن البنك المركزي العراقي يعمل على ضخ الأموال في السوق لمواجهة شح الدولارات فيه، و للسماح لشركات الصرافة بشراء الدولارات منها بكميات أكبر لتغطية النقص الذي يتطلب أسبوعًا. على الأقل لكي تظهر نتائج المكابح على ارتفاعات أعلى.

تجار الأزمات

ويضيف الخبير الاقتصادي “للأسف، يرى كثير من التجار مثل هذه الارتفاعات فرصة ذهبية لهم لرفع الأسعار والاستفادة من اضطراب الأسعار وتباينها، وسط شائعات بأن السعر قد يصل إلى 160 ألف دينار لكل 100 دولار”.

وأضاف لهذا السبب يشعر المواطنون بقلق شديد بسبب ضعف ثقتهم في الأصل بقدرة السياسة النقدية على السيطرة على الأمر ومنع استغلال هذا الارتفاع، كما حدث على سبيل المثال في نهاية عام 2022 عندما كان المسؤولون العراقيون ينفون حتى اللحظة الأخيرة حدوث أي تغيير في سعر صرف الدولار، لكنهم فوجئوا. وذلك بتغييره من نحو 125 ألف دينار إلى 146 ألفاً لكل 100 دولار.

وقال التميمي إن على الحكومة أن تبث رسائل لزيادة طمأنة المستهلكين وعدم تحميلهم أعباء زيادات كبيرة في أسعار المواد والسلع الأساسية، من خلال العمل على معالجة ما يحدث ومحاولة السيطرة على هذا التقلب في الأسعار. سعر الدولار في السوق العراقي مما ينعكس على أسعار السلع والتلاعب بها.

معاناة المستهلك

من جهتها قالت المواطنة العراقية نوال الخضر في حديث لـ ”سكاي نيوز عربية إقتصاد“ ”انعكس هذا الارتفاع بشكل مباشر على أسعار المواد، حتى تلك المخزنة بكميات في المخازن والمحلات التجارية، والتي كانت تم شراؤها بسعر الدولار السابق قبل موجة الارتفاع هذه، مما يعكس الجشع “. والاستفادة من الأزمة من قبل العديد من متاجر الجملة والتجزئة.

وأضافت “تقريبا كل شيء من السلع البسيطة زاد سعره بنحو 250 دينارا إلى ألف دينار (ما يعادل 25 إلى 50 سنتا)، من علبة حليب الأطفال إلى المعكرونة وغيرها. دولار، على الأقل يزيد بحوالي 5 دولارات عن المبلغ الذي أدفعه عادةً مقابل مثل هذه السلع والمواد الغذائية “.

وكان البنك المركزي العراقي قد قرر في كانون الاول من العام 2022 تعديل سعر صرف الدولار الامريكي مقابل الدينار العراقي، حيث بلغ سعر شراء الدولار من وزارة المالية 1450 دينارا، فيما بلغ سعر بيعه. وبلغ سعر الصرف للمصارف 1460 ديناراً للدولار الواحد، فيما بلغ سعر البيع للمواطن 1470 ديناراً للدولار الواحد. .