أظهرت بيانات الجمارك السويسرية، اليوم الثلاثاء، أن سويسرا أرسلت ما يقرب من 58.3 طنًا من الذهب بقيمة 3.3 مليار فرنك سويسري (3.6 مليار دولار) إلى تركيا في يناير، وهو أكبر رقم شهري في البيانات يعود إلى يناير 2012.
ويرجع هذا الارتفاع – الذي يمثل 42٪ من إجمالي صادرات الذهب السويسرية – إلى تسارع شراء الأتراك للسبائك، مع تسارع مؤشر أسعار المستهلك إلى 85٪ العام الماضي.
كان الذهب على رأس الأصول الاستثمارية الآمنة على مدى السنوات القليلة الماضية، لأنه الأداة الأكثر أمانًا للحفاظ على الأموال وتعظيمها، سواء كان ذلك في التوفير أو الاستثمار أو حتى المضاربة.
في هذه الندوة المجانية عبر الإنترنت المقدمة من “Investing Saudi Arabia”، سنتعلم تفاصيل مهمة حول تداول الذهب، من خلال تحليل فني وأساسي شامل يقدمه خبير التداول أ. غيث أبو الهلال.
الذهب .. ارتفاع قياسي وتقييد للواردات
كان يُنظر إلى الذهب تقليديًا على أنه وسيلة آمنة لتخزين الثروة، وارتفع الطلب التركي على المعدن حيث أدى التضخم المرتفع إلى تآكل قيمة العملة المحلية، الليرة.
سويسرا هي أكبر مركز لتكرير ومعالجة السبائك في العالم. شحنت 188 طنا من الذهب بقيمة 10.1 مليار فرنك سويسري العام الماضي إلى تركيا، ارتفاعا من 11 طنا فقط في عام 2022.
لكن شحنات يناير تظهر تسارعا. أظهرت بيانات سويسرية أن صادرات الذهب السويسري إلى تركيا لم تتجاوز 34 طناً في شهر واحد قبل ذلك.
أدى تدفق الذهب إلى تركيا إلى تفاقم عجز الحساب الجاري التركي، والذي ارتفع إلى 48.8 مليار دولار العام الماضي.
بعد الزلازل التي ضربت تركيا هذا الشهر وتسببت في سقوط آلاف القتلى وأضرار اقتصادية جسيمة، تحركت الحكومة لتقليل كمية الذهب التي تدخل البلاد من خلال مطالبة البنوك بتوسيع نطاق معاملات الذهب، وجعلها أكثر تكلفة، وتعليق بعض الواردات.
قفزة في مشتريات العام الماضي
كشف مجلس الذهب العالمي في تقرير صدر قبل أسابيع عن ارتفاع مشتريات البنك المركزي من الذهب والأسر في تركيا العام الماضي، حيث ارتفعت احتياطيات الذهب لدى البنك المركزي التركي إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق. وكان الرقم الرسمي 542 طنا بزيادة 148 طنا.
كان البنك المركزي للبلاد أكبر مشترٍ من بين المؤسسات التي تم تسميتها العام الماضي، بعد أن أضاف 148 طناً من المعدن إلى احتياطياته.
بالإضافة إلى ذلك، زاد الطلب على المجوهرات من قبل العائلات التركية، حيث قفز بنسبة 32٪ على أساس سنوي في الربع الأخير من عام 2022.
وقال مجلس الذهب العالمي “على الرغم من ارتفاع الأسعار المحلية خلال الربع الرابع، إلا أن ارتفاع التضخم الاستهلاكي أعاد الحافز الاستثماري إلى الواجهة مرة أخرى”.
يعتبر الذهب أيضًا سلعة شائعة بين الأسر التركية التي تستخدمها للتحوط من ضغوط العملة والتضخم.
تسارع تضخم أسعار المستهلكين في تركيا إلى 85٪ العام الماضي قبل أن ينخفض إلى 64٪ في ديسمبر، وذلك بفضل مجموعة من السياسات النقدية غير التقليدية التي خفضت أسعار الفائدة على الرغم من النمو الهائل في الأسعار. وانخفضت قيمتها بنحو 30٪ العام الماضي.