من ويل دنهام

واشنطن (رويترز) – يمكن وصف حوت المنك في القطب الجنوبي بأنه أصغر عمالقة البحار لأنه أصغر من بقية مجموعة حوت البالين التي تضم أيضًا الحوت الأزرق العملاق. علاوة على ذلك، يعد حوت المنك أيضًا أحد أكثر حيتان البالين غموضًا، نظرًا لعيشها في البحار المتجمدة في القطب الجنوبي النائية.

يوفر بحث جديد فهماً أوضح لهذا النوع، من خلال التركيز على سلوكه في صيد الفرائس، والذي يسمى “المفاجأة من الأسفل”، حيث يفاجئ الفريسة من أسفلها، ويشارك هذه الطريقة مع الأعضاء الآخرين من نوعها. التغذية المفاجئة هي تقنية صيد تفتح فيها الحيتان أفواهها لابتلاع كمية كبيرة من مياه البحر التي تحتوي على فريسة مثل الأسماك الصغيرة والروبيان، ثم ترشح الماء من خلال ألواح البلين.

أظهر البحث أن حوت المنك في القطب الجنوبي، الذي يصل أقصى طول له إلى ثمانية أمتار، لديه أصغر جسم ممكن لاصطياد ما يكفي من الفريسة باستخدام هذه الاستراتيجية، حيث يصل أقصى طول له إلى حوالي ثمانية أمتار.

“يقدم هذا إجابة لم تكن معروفة من قبل عن سبب حجم جميع الحيتان التي تأكل العوالق، ولماذا لا توجد، على سبيل المثال، حيتان البالين بحجم الدلفين.”

وأضاف “لقد أدى ذلك إلى تطور طريقة التغذية هذه، إذا كان لابد أن تصل الحيوانات إلى حجم ضخم قبل ظهور هذا السلوك الفريد في اصطياد الفريسة. وبمجرد ظهور هذه الطريقة، يمكن أن تتطور أكبر الحيوانات على الإطلاق”.

يتطلب تكرار الاندفاع قدرًا كبيرًا من الطاقة، وكلما زاد حجم الجسم، زادت كفاءة التغذية بهذه الطريقة. القدرة على ابتلاع كميات كبيرة من الماء ضرورية حتى تكون استراتيجية التغذية هذه فعالة. يمكن للحيتان الزرقاء، التي يمكن أن يصل طولها إلى حوالي 30 مترًا، أن تبتلع كميات من الماء تعادل 135 بالمائة من كتلة جسمها. لكن يمكن لأبناء عمومتهم الصغار من حيتان المنك ابتلاع مياه تعادل 42 في المائة فقط من كتلة أجسامهم.

(إعداد محمد عصام للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم)